أحيانًاكلّالمطلوبهوالإصغاء
19/02/2019
مقابلة مع كوري دورنفيلد، مؤلّفة ورسّامة كتاب "الأرنب يصغي"
متى وكيف دخلت عالم الكتب المصوّرة؟
أحببت الرّسم دائمًا وتمنّيت أن أصبح رسّامةً للصور المتحركة في استوديوهات والت ديزني. أحببت أن أرى كيف تتحوّل الرسوم من شيء جامد إلى شيء حيّ. عندما أوشكت على الالتحاق بالكلية، كانت الرسوم المتحركة على الكمبيوتر قد حلّت محلّ التقنيّات التقليديّة المرسومة باليد. وبدلًا من دراسة الرسوم المتحركة، التحقت بمدرسة الفنون الحرة.
لفترة طويلة لم أكن متأكدة مما أريد أن أفعله، لكن كلما درست الفن أكثر، أدركت أنني ما زلت أحب الرّسم. بدأ أساتذتي يشيرون إلى أن فني كان يعبّر عن سرد معيّن، واقترحوا عليّ إكمال دراستي في مجال الرّسم التوضيحي. مع أخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار، قرّرت مواصلة دراستي بعد التخرج من خلال التسجيل لبعض الدورات في كلية مينيابوليس للتصميم. هناك قابلت زوجي المستقبلي، تايلر بيج. الآن، بقدر ما لا أحب الاعتراف بذلك، إلا أنه في الحقيقة كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدخلتني مجال الكتب المصورة.
عندما قابلت تايلر كان يعمل في نشر ذاتي لرواياته المصوّرة، وكجزء من الترويج لكتبه كان يسافر في أنحاء البلاد المختلفة، وكنت أرافقه أحيانا. خلال هذه الفترة، كنت أعمل مربية ومعلمة، وكجزء من عملي قرأت العديد من الكتب المصورة وعملت مع العديد من الأطفال المختلفين، لدرجة أنني بدأت أستوحي أفكارًا لقصصي الخاصة.
رسمت لوحات صغيرة جدًّا، وساعدني تايلر في وضع الكتب على الحاسوب، ثم طبعناها بأنفسنا. منذ ذلك الحين، كان لدي ما أبيعه كلما ذهبت مع تايلر في جولاته. هناك اكتشفني المحرّرون، وكان أحدهم يعمل مع الناشر المهمّ هاربر كولينز، وبدأت عملي معه.
حدث هذا قبل حوالي 11 سنة، قبل ولادة ابني البكر. عملت كأم من البيت ورأيت كيف تتحوّل رسوماتي إلى رسومات حيّة في الكتب المصوّرة.
هل تخبريننا بالخلفية الخاصّة بكتابك "الأرنب يصغي"؟
أشعر أنّ هذا الكتاب رافقني منذ سنوات عديدة. أحببت الأرانب دومًا، وعندما كنت في المدرسة الثانويّة تراسلت مع صديقي الذي كان يدرس في الكلّية. كان يكتب لي عن موت أخيه بحادث طرق. شاركني كيف ساعدته أرانبه في تخطّي صعوبات هذه الفترة لكونها هادئة ومسالمة. رافقتني قصّة الأرانب لفترة طويلة.
في السنوات الأخيرة، عانى اثنان من أصدقائي إثر فقدانهما ابنهما. حتّى كوني أمًّا، لم يساعدني في مساعدتهما في مواجهة هذه المحنة، وشعرت بالعجز أمام صعوبة الفقدان. من الصعب معرفة كيفيّة التصرّف في مثل هذه الحالات، وعندها تواردت إلى ذهني قصّة الأرانب التي ساعدت صديقي في الماضي.
عندما فقد صديقي أخاه، لم يكن بحاجة لمن يقول له كيف يشعر أو ما عليه أن يفعل، بل وجد كل ما احتاجه في هذه الأرانب، التي كانت بحضورها الهادئ والمريح وكأنّها تريد فقط أن تصغي له.
عندها حاولت الرّسم والكتابة، تدفّق كل شيء بسرعة لم أتوقّعها. طُبع الكتاب ولاقى اهتمامًا من العديد من المحرّرين.
هل تخبرينا عن مسار كتابتك؟
أوّلًا، تظهر الفكرة وترافقني في تفكيري لفترة. عندها أبدأ بتكوين قصّة كاملة كقطع بازل أركّبها. عندما تكون فكرتي جاهزة ومتينة، أبدأ بكتابة أوّليّة لمبنى القصة في كتاب مصوّر مع رسومات أوّليّة. عندها أستطيع رؤية الكتاب بشكله الأوّل وأعمل على صقله. كما في كتاب "الأرنب يصغي"، عادة تتكوّن الشخصيات في رأسي، أرسمها ومن ثم أحوّلها إلى النسخة المحوسبة.
ماذا تتمنّين لقرّاء هذا الكتاب؟
عندي العديد من الأمنيات. أوّلها، أتمنى أن يصبح هذا الكتاب وسيلة يستطيع الأشخاص من جميع الأجيال الاستعانة به في مثل هذه المواقف التي نشعر فيها بالعجز. أتمنى أن يساعد الكتاب الناس ليكونوا صبورين ومصغين. وأتمنى أن يستعملوه حتى في الأوقات العادية ليكونوا أقوياء وجاهزين لمواجهة الأوقات الصعبة في المستقبل. كما أتمنّى أن يكون كتابي محفّزًا لأحاديث حول الدعم والفقدان لأنّه يشعر الشخص بأنه ليس وحيدًا.
في هذا الرّابط نصّ المقابلة الكاملة باللغة الانجليزيّة:
http://www.designofthepicturebook.com/the-rabbit-listened/