هل يحدث أن يذكّركم صوت إنسان، أو رائحة عابرة بشخصٍ أو بخبرة ما، فتعيشون للحظاتٍ هذه الخبرة من جديد؟ تختزن ذاكرتنا الحسّيّة العديد من الرّوائح، والأصوات، والملامس، والمذاقات، والمشاهد الّتي ترتبط بأشخاصٍ يهمّوننا أو عبروا في حياتنا وتركوا أثرًا، وبمشاعر نختزنها لهم.
تميل ذاكرة الطّفل في السّنوات الأولى من حياته إلى أن تكون حسّيّة ومشخّصّة؛ فهو يتذكّر بالأساس ما تستقبله حواسه، وما يثيره هذا الاستقبال من مشاعر إيجابيّة أو سلبيّة. لذا تكتسب الخبرات المُعاشة للطّفل مع أهله وأصدقائه أهميّة كبيرة لما تتركه من أثر عاطفيّ في نفسه يرافقه مدى الحياة.
“رائحة أمّي” كتاب عن الحضور الحسّي للأمّ أو للأب أو لأيّ شخصٍ مهمّ في حياة الطّفل، عسى أن يكون هذا الحضور طيّبًا وداعمًا للطّفل.
بعد قراءة القصّة مع طفلنا، يمكن أن نغمض أعيننا ويسترجع كلّ واحدٍ منّا الرّائحة أو الرّوائح الّتي تذكرّه بالآخر. أيّة روائح ترتبط في ذاكرتنا بأفراد العائلة الآخرين؟
ترتبط الأماكن أيضًا في ذاكرتنا بروائح معيّنة. أيّة رائحة نشمّها حين نتذكّر البيت، أو البستان، أو بيت الجدّ، أو أحد الأصدقاء؟
نتحادث عن روائح يحبّها طفلنا في البيت، وأخرى لا يحبّها، وقد يرغب برسم مصادرها. كيف يمكن أن نجعل روائح البيت أحلى؟
شو بحبّ أعمل أنا وماما سوا؟ قد نرغب بإعداد قائمةٍ مرسومة نعلّقها في مكان ما في البيت، ونختار كلّ أسبوعٍ نشاطًا نقوم به معًا.
كيف نختار هديّة لشخصٍ نحبّه؟ نتحادث عن أمورٍ نأخذها بعين الاعتبار حين نختار الهديّة، مثل: ذوق الشّخص، واهتماماته، وحاجاته، وغيرها.
“رائحة ابي/ جدّي/جدّتي/أختي/أخي” قد يكون عنوانًا لكتابٍ جميل نساعد طفلنا في تأليفه ورسمه.
“ما هذه الرّائحة؟” لعبة ظريفة يمكن أن يشترك بها جميع أفراد العائلة. نجمع أغراضًا مختلفة (أطعمة، نباتات…) ونغمض عينيّ أحدهم، وعليه أن يستدلّ بحاسّة الشّمّ فقط على مصدر الرّائحة.
أطفال 5-6: يوسّعون قاموسهم اللغويّ بكلمات متنوّعة ومجردة من عوالم مضامين مختلفة، يصنّفون ويعرفون كلمات من حيث البعد الدلاليّ والوظيفيّ، ينتجون بشكلٍ حدسيّ كلماتٍ مختلفةً حسب صلتها بالجذر والوزن الصرفيّ، يتعرّفون على ظروف المكان والزمان ويستعملونها بشكل صحيح، يربطون بين أسماء بعض الحروف وأشكالها، يكتبون كلماتٍ بكتابة صوتيّة جزئيّة”.
نتعرّف على المفردات والصياغات الجديدة، ونشرح معناها. قد نحضّر مع الأطفال ركنًا للاحتفاء بالكلمات الجديدة، ونبرزها مع صور أو رسومات أو تداعيات تتعلق بها.
نتعرف على الكلمات: “نقود، حصّالة، شاقل”. هي فرصة للتعرف على أنواع العملات وقيمتها.
نتعرف على كلمة “محتار” ونتحدث عن مواقف نشعر فيها بالحيرة. قد نمثل بأجسادنا تعابير تدل على الحيرة.
نتعرف على الأوصاف والنعوت، نميّز الأوصاف المتعلقة بالأطعمة والروائح (شهية/ لذيذ/ طازج)، نتحدث عن استعمالاتها. نقترح أوصافًا أخرى نعرفها.
“رحّبت البائعة بماجد” نتحدث عن التحيات وطرق الترحيب (أهلاً وسهلاً- صباح النور- يا مرحبا) وغيرها. نشدّد على القيمة التربوية الاجتماعية للحفاوة. قد نعرّف الأطفال على أمثال وأهازيج شعبية عن إكرام الضيف لتعزيز القيمة الاجتماعية. قد نؤدّي لعبًا تمثيليًّا ونشاهد كيف يعبّر كل طفل عن الترحيب بصديقه/ أو الترحيب بفكرة تناسبه.
“قوارير” كلمة جديدة، ما أوصافها؟ نتعرف على أنواع الأوعية وأنواع القوارير، ونصنفها وفق الأحجام/ وفق المواد المصنوعة منها أو أي معيار يحدده الأطفال.
ماذا لو راقبنا حديقة البستان وتأملنا التربة والمزروعات؟ هي فرصة للاستمتاع بالروائح المنعشة وإغناء قاموس الأطفال بأوصافها، إضافة إلى تعزيز القيم البيئية والمحافظة على الطبيعة.
تساهم هذه الأنشطة في إثراء قاموس الطفل، وتوسيع معرفته العامة والمعرفة الميتا لغوية، إضافةً إلى مهارات الوصف والمقارنة.
تعالوا نتحدث:
نتحدث عن الأشخاص الذين نحبهم: هل يذكّرنا أحدهم برائحة ما؟ أية روائح نحب وبماذا تتميز هذه الروائح؟
قد نتشمّم أشياء من موجودات البستان (توابل من الحديقة، ثمارًا وفواكه، ألعابًا وغيرها)، ونحاول أن نصف روائحها. نلعب ألعابًا للتخمين، ونحاول معرفة ما نشمّه من رائحته.
نتحدث عن الهدايا، نقترح هدية نحبّ أن نقدّمها للماما أو لشخص نحبه: عمَّ تعبر الهدايا؟ لماذا نقدمها؟
نتحدّث عن الادّخار والتوفير، كيف يمكن أن ندّخر نقودنا؟ نتحدّث عن البيع والشراء والقيم الاستهلاكية: أشياء نرغب بشرائها، أشياء نحتاج لها ولا نملك ثمنها، إلخ.
نتخيل روائح أخرى كان يمكن أن يتذكرها ماجد، ونقترح لها أوصافًا.
تساهم هذه الحوارات في تنمية التعبير الشخصي للطفل ومهارات التفكير الإبداعيّ.
الكفايات اللغويّة:
نتعرف على التشبيه وإمكانيات التعبير عنه، ونقترح صيَغًا لذلك. نصف أشياء ونشبّهها بما تذكّرنا به. قد نستعمل صيَغًا من المحكية أو المعيارية ونستذكر صيَغًا تعرّفنا إليها في كتب سابقة.
نفكر بعبارات نرفقها بالهدية: ماذا يحبّ كل طفل أن يقول لأمه؟ قد نحضّر نماذج لبطاقات تهنئة ونختار العبارات الملائمة.
تساهم هذه الأنشطة في تنمية مهارات الوصف والمقارنة وتعزيز القيم الاجتماعية. والإنسانية
الوعي الصرفيّ:
نلاحظ الفرق بين صيَغ المذكر (ماجد) والمؤنث (الأم/ البائعة). نلعب مع التصريف. قد نؤدي المشاهد وننتبه لتصريف الأفعال والضمائر مع كل من الشخصيات. يمكن أن نحضّر مساحتين واحدة للمذكر وأخرى للمؤنث، وننتقل بينها مع الأفعال الملائمة.
الوعي الصوتيّ ومعرفة الحروف:
نستثمر تحضير البطاقات لنتيح للأطفال كتابة كلمات بطريقة الكتابة الصوتية، نقسم الكلمة إلى فونيمات ونختار من مسطرة الحروف الحرفَ الملائم لكل صوت. نشدد على الملاءمة بين اسم الحرف وصوته وصورته.
ماذا أيضًا:
قد يفكر كل طفل في تحضير هدية رمزية لأمه/ لجدّته/ لأحد أفراد العائلة، أو لصديق من البستان. هي فرصة لتعزيز التعبير الشخصي بسماع اقتراحات الأطفال ومساعدتهم في تنفيذها أو التصويت على اقتراح يلائم عددا أكبر من الأطفال. نتحدث عن المواد والأدوات اللازمة. نتحدث عن مشاعرنا في تحضير الهدايا أو تلقّيها. نتحدث عن قيمة الهدايا ومعناها وما تعبر عنه، نكتب كلمات وجملاً بوساطة المربية مع توضيح أسس الكتابة.
قد نطوّر ركن البيع والشراء في البستان، نحضّر قائمة بالأسعار، نحضّر إعلانًا مع الأطفال. قد نبتكر جملًا مسجوعة للإعلانات مع التركيز على الأوصاف والمعايير الملائمة للأغراض. نحدد مع الأطفال القوانين الملائمة للركن، ونتيح لهم التمرس باستعمال النقود. يساهم مثل هذا النشاط في تنمية القيم الاجتماعية واحترام الدور والأمانة.
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة المركّزة للتربية اللغوية في رياض الأطفال العربية.