يحزن الطّفل كثيرًا عندما ينهار برج المكعّبات الذي بناه، فتنهال عليه اقتراحات المساعدة من أصحابه الحيوانات، لكنّه يبقى حزينًا. وحده الأرنب لم يُسْدِ له نصيحةً بل اكتفى بالجلوس بقربه والإصغاء إليه، إلى أن تغلّب الطّفل على حزنه وشرع يبني من جديدٍ. قصة عن أهميّة الاحتواء العاطفيّ للآخرين في أوقات ضيقهم.
يمرّ الصّغار، كما الكبار، بخبراتٍ قد تثير قلقهم أو حزنهم مثل: دخول روضة جديدة، الانفصال عن الأهل، فقدان أشخاص يحبّونهم، أو حيواناتٍ منزليّة يتعلّقون بها. وقد تكون هذه الخبرات يوميّة عابرة، مثل فقدان غرضٍ يحبّونه، أو موقف مزعج عاشوه في الرّوضة. ومثل الكبار، يحتاج الصّغار إلى فترةٍ يستوعبون فيها الحدث المُقلق، ويعبّرون فيها عن حزنهم وربّما غضبهم، إلى أن يكونوا مستعدّين للتّعامل مع الحدث والمضيّ قُدُمًا.
ماذا نفعل عادةً كأهلٍ؟ بالطّبع نقلق على طفلنا ونرغب بمساعدته بطرقٍ عدّة: قد نحاول أن نخفّف من وقع الحدث وأهمّيّته وطمأنة الطّفل بأنّ كلّ شيء سيكون على ما يُرام؛ أو أن نضخّم الحدث وننشغل فيه بالقول وبالفعل، ونحاول أن نجد حلًّا دون إشراك الطّفل؛ أو قد نتجاهل الموضوع تمامًا، مثل النّعامة الّتي أخفت رأسها في الرّمل.
لكن ربّما كلّ ما يحتاج إليه طفلنا في تلك اللّحظة هو أن نضمّه ونُشعره بأنّنا نُصغي بقلبنا إلى قلقه، أو خوفه، أو حزنه إلى حين أن يشعر أنّه حاضرٌ لمشاركتنا ما في ذهنه.
نتوقّف عند رسمة الطّفل بعد أن انهار برجه. نتحادث حول شعور الطّفل في تلك اللّحظة. ما الّذي يدلّنا في الرّسومات على شعوره؟
نسترجع ردود فعل الحيوانات. كيف حاول كلّ حيوان أن يساعد الطّفل؟ لو كنّا مكان الطّفل، هل نقبل مساعدة أحد الحيوانات؟ أيّ منها؟
ساعد الأرنب الطّفل بإصغائه له، وهو يعبّر عن غضبه، وحزنه، وإحباطه، ورغبته في أن يبني من جديد. نتأمّل مع طفلنا رسومات الأرنب في كلّ حالة: كيف عبّر الأرنب بجسده عن إصغائه للطّفل؟ (التصق به، أمسك بيديه، نظر إليه، بحث عنه تحت الصّندوق…)
نتحادث مع طفلنا حول موقفٍ شبيه مرّ به، شعر فيه بالحزن أو بالغضب. نستذكر معه ما الّذي ساعده على أن يهدأ وأن يبدأ من جديد. قد نلاحظ أنّ طفلنا يلجأ إلى دميته، خاصّة القماشيّة النّاعمة، ليبثّها مشاعره- وهذا طبيعيّ لدى أطفال الرّوضة- لكنّه لا يُغني عن حضورنا إلى جانب طفلنا، وتعاطفنا معه.
نستذكر مع طفلنا خبرةً عاشها في الرّوضة أو في العائلة، حين ساند صديقًا أو قريبًا حزينًا. هذه مناسبة لنوضّح لطفلنا أهمّيّة أن نتعاطف وأن نساند غيرنا بالإمكانات المُتاحة لنا. قد نرغب بأن نشاركه خبرةً شخصيّة لنا في نطاق العائلة، والأصدقاء، وزملاء العمل.
في بيتنا مكعّباتٌ خشبيّة، أو علب بلاستيكيّة فارغة؟ هيّا نتمتّع مع طفلنا ببناء مجسّم ما. إذا انهار، لا بأس، يمكن دائمًا بناء مجسّم جديد، وحتمًا سيكون رائعًا!
في القراءة الأولى، توقّفي عند الغلاف، وتحادثي مع الأطفال حول الرّسمة. ماذا تقول لنا الرّسمة عن العلاقة بين سامر والأرنب؟ ربّما من الجدير التّوقف عند كلمة يصغي (يستمع باهتمام وبوجدانه) والفرق بينها وبين يسمع.
استرجعي مع الأطفال ما قام به كلّ حيوان. تحادثي معهم حول الحيوان الّذي يمكن أن يختاروه ليساعدهم، لو كانوا مكان سامر.
شجّعي الأطفال على تأمّل الرّسومات في الصّفحات 29-37. كيف ساعد الأرنب سامر، مع أنّه لم يتكلّم أو يقوم بعملٍ بارز؟
يوفّر هذا الكتاب فرصةً للحديث مع الأطفال حول مشاعرهم في المواقف المختلفة. نقترح عليك الفعاليّة التّالية: 1. صوّري وجوه بعض الأطفال في روضتك وهم يعبّرون عن مشاعر مثل: الفرح، والغضب، والحزن، والتّعب، والضّجر، والألم. حوّلي الصّور إلى بطاقاتٍ واضحة يمكن أن يراها جميع الأطفال. ضعي البطاقات في علبة أو سلّة، وأخرجيها تِباعًا، وتحادثي مع الأطفال حول الشعور الظّاهر في تعابير الوجه، ثمّ أطلبي منهم أن يعبّروا عن هذا الشّعور بطريقتهم. 2. بعد ذلك علّقي البطاقات على الحائط أو اللّوح. أعدّي بطاقاتٍ تعرض صور أطفال في مواقف مثل: طفل ينفصل عن أهله في الصّباح، طفل وقع وجرح رجله، طفل انهار برج الليغو الّذي بناه…وغيرها. اعرضي البطاقات على الأطفال تِباعًا واطلبي منهم أن يشيروا إلى بطاقات المشاعر المعلّقة الّتي تناسب هذا الموقف. يسهّل هذا الأمر على الأطفال الصّغار أن يعبّروا عن المشاعر التي يختبرونها في مواقف مشابهة، لأنّ قدرتهم على التّعبير عمّا يشعرون ما زالت محدودة.
تحادثي مع الأطفال عمّا يفعلون إذا أحسّوا بالحزن. قد يلجأ الأطفال الصّغار إلى شخصٍ يحبّونه، أو إلى حَضْن دمًى قماشيّة أو أغراض يرتبطون بها، أو إلى الاختباء في مكان في البيت (تحت السّرير مثلًا، أو في خزانة). من المهمّ أن يعرف الأطفال أنّ لكلّ إنسانٍ، صغيرًا كان أم كبيرًا، طقوسه الخاصّة في التّعامل مع المشاعر الصّعبة.
نذكّرك بكتب أخرى أصدرناها في مكتبة الفانوس عن التّعامل مع مشاعر مختلفة: أين أذهب حين أغضب، عندما اشعر بالخوف، أرنوبيّة، يرقة يرقانة على شجرة التّوت.
الأطفال في جيل 3-4 سنوات: “يتعرّفون على كلماتٍ وجملٍ من كتب ويكررون قراءتها باستمتاع”/ “يستعملون أسماء ذات محددة مستمدّة من عوالمهم”.
الأطفال في جيل 4-5 سنوات: ” يستعملون جملًا وصفيّةً من نوع السبب والنتيجة وجملًا زمنيّة”/ “يعرفون صفاتٍ محددةً ويستعملون صفاتٍ لوصف مشاعرهم”/”يتعرّفون على الكلمات الوظيفية ويستعملونها: قبل/ بعد: بسبب/ لأنّ”/ “يميّزون الانفعالات المختلفة في النصوص المسموعة”.
حفل الكلمات:
مميّز/ رائع/ فخور/ غادر/ جرى/ يا للخسارة/ يا للفظاعة/ يا للفوضى/ وحيد/ أصغى/ دب/ كنغر/ ضبع/ نعامة.
• نتعرّف إلى المفردات الجديدة، نوضح معناها، ونذكر سياقاتٍ متعدّدةً لاستعمالها. من المحبّذ أن تستعمل المربية المفردات في حديثها كي يذوّتها الأطفال (مثلًا: أنا فخورة بتعاونك مع زملائك/ رسمك مميّز).
• نتعرّف إلى صيغة المبالغة (يا للخسارة/ يا للفظاعة)، نبتكر صيَغًا شبيهة. مثلًا: كيف نقول إنّ الشيء جميلٌ جدًّا؟- يا للجمال/ مُفرح جدًّا- يا للفرح.
• نتعرّف إلى أسماء الحيوانات المذكورة/ صفاتها/ أين تعيش/ نصِف ما فعلته مع سامر.
تعالوا نتحدّث:
• تعرّفنا في كتاب “الدبّ يقول شكرًا” إلى مجموعةٍ من الحيوانات. هنا مجموعةٌ أخرى. قد نصنّف الحيوانات بطرقٍ جديدةٍ. بماذا يتشابه الفيل والكنغر؟ بماذا تختلف الأفعى عن الدجاجة. قد نبحث عن حيوانٍ شاذّ في مجموعةٍ وفق معيارٍ معيّن.
• في القصة السابقة لعب الحيوانات دور الأصدقاء، وهنا شاهدنا طريقةً أخرى. نتحدث عن الصداقة ونقارن بين ما فعله كلّ منهم.
• أصغى/ يصغي: نتذكّر الأنشطة التي نصغي فيها، (لقاء/ نشاط موسيقيّ). نتحدث عن أهمية الإصغاء. نصغي إلى زملائنا وأفكارهم. نتحدث عن شعورنا حين لا يصغي إلينا أحدهم.
• كان سامر وحيدًا. بماذا يشعر حين يكون وحيدًا/ حين يكون مع الأصدقاء؟ قد نذكر كلماتٍ أخرى تشبه وحيدًا (وحدة/ واحد/ واحدة) بماذا تتشابه؟
• (في نشرة الفانوس أفكارٌ لحواراتٍ شعورية حول الخبرات).
التدواليّة:
• تتكرّر في النصّ علاقاتٌ سببيّة (لذلك غادر): ننبّه الأطفال إلى العلاقة ونسأل أسئلةً عن السبب وعن النتيجة. نبني قوالب لغويّةً لعلاقات سببية بأكثر من صيغة: صارت الدنيا ليل لذلك (عشان هيك) نمت. استمتعت لأني قرأت القصة.
• نحضّر مع الأطفال لعبة ملاءمة بين بطاقاتٍ لأسباب وأخرى لنتائج (مثلًا: ليل مقابل طفل نائم، طفل يتلقى هدية مقابل طفل مبتسم وفرحان). يمكن تمثيل المشهد ووصف العلاقة السببية.
الوعي الصرفيّ:
• نقارن بين الأفعال الماضية والحاضرة: متى نقول أصغى/ يُصغي؟ غادر/ يُغادر.
ننتبه للأفعال مع المذكر والمؤنث: غادرَ/ غادرت.
قد نلعب على نمط “بر/ بحر” لعبة للانتقال بين الماضي والحاضر : نحدّد مساحةً للأفعال التي انتهت وأخرى للتي تحدث الآن، ونتحرّك وفق ما نسمع. قد نلعب على نفس النمط مع المذكر والمؤنث.
الوعي الصّوتيّ ومعرفة الحروف:
• نتعرف إلى أسماء الحيوانات، نقطّعها، ونعزل المقاطع (في يدي اليمنى “أر” وفي يدي اليسرى “نَب”، لو خبأت “أر” ماذا يبقى؟ نميّز الصّوت الأول من اسم كل حيوان.
• نتعرّف على مقاطع متشابهة في كلمات. (جا موجودة في دجاجة، أين نجدها أيضًا)؟
• تحضّر المربية كلماتٍ تتكرّر فيها مقاطع متشابهة وكلمات أخرى (مثلًا: سامر- ساهر- سالي تتكرّر فيها سا). نتّفق على مقطعٍ ما، تتحرّك مجموعةٌ من الأطفال في الحيّز المتاح، بينما المجموعة الثانية تقطّع الكلمات. عندما نسمع المقطع المتفق عليه نتوقّف أو نؤدّي حركةً خاصّة. (النشاط ملائمٌ أيضًا لتنمية الإصغاء). في النهاية نتذكر الكلمات التي سمعنا فيها المقطع.
الإقبال على الكتاب:
• قد نصنّف الكتب في مكتبة روضتنا وفق معايير مختلفة، مثلًا: كتب تتحدث عن حيوانات، كتب عن الصداقة. قد نقارن بين “الأرنب ظريف” و”الأرنب يصغي”، بماذا يتشابهان أو يختلفان؟ من أحببنا أكثر ولماذا؟
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة القطرية للتربية اللغوية في رياض الأطفال العربية.