هذه حكايةٌ تُراثيّة تصلنا على لسان الجدّة لتضيء لنا قيمًا جميلة، مثل مسامحة الأصدقاء واحتضانهم حتّى لو أخطأوا بحقّنا. في الحبكة تحدّياتٌ نواجهها كأهلٍ في تربية أطفالنا، مثل: كيف نتصرّف مع طفلنا حين يصعب عليه تأجيل رغباتهوهي صعوبة تميّز المرحلة العمريّة الطّبيعيّة لأطفال الثّالثة؟
ماذا يمكننا كأهلٍ أن نفعل إذا ما حدث موقفٌ شبيه في العائلة، كالّذي وجد فراس نفسه فيه؟ هل نُخضع أولادنا لامتحانٍ كما فعل فراس مع أصدقائه، أم أنّ هناك طرقًا أخرى تُسانِد ولا تُعاقِب، تُوجِّه ولا تحكُم؟
نشارك طفلنا في قراءة القصّة بصوتٍ عالٍ. سيتمتّع حتمًا بتقليد أصوات الحمار والحمامة والعصفورة، وبترداد كلماتهم قبل أن يقفزوا فوق البحيرة.
نتحادث مع طفلنا حول شعور فراس حين اكتشف أنّ زرعه قد قُلع. ماذا نشعر إذا ما أتلف أحدهم غرضًا لنا نحبّه، مثل لعبة مفضّلة، أو كعكة عملناها؟
لم يستطع الحمار أن يقاوم رغبته بأكل الزّرع. قد نرغب بالتّحادث مع طفلنا حول مواقف يستصعب فيها أن يؤجّل رغباته، مثل تناول كمّياتٍ من الحلوى، أو استعمال غرضٍ دون طلب الإذن من صاحبه. ماذا يمكنه أن يفعل؟
لم يُخبر الحمار فراس بأنّه الفاعل، لماذا برأيك؟ ربّما خوفًا من العقاب، أو من خسارة صداقة فراس. نتحادث مع طفلنا حول مواقف شبيهة قد يمرّ بها في العائلة أو في الرّوضة، ونفكّر معًا في طرقٍ بديلة للتّعامل معها.
قبل القراءة الأولى نتأمّل الغلاف. ماذا تخبّرنا الرّسمة عن أصحاب فراس؟ نتأمّل الكوفيّة على رأس فراس: هل نعرف أحدًا يلبسها؟ نخمّن ما جرى للحمار.
نقرأ إهداء المؤلّفة الكتاب لجدّتها. نتحادث مع الأطفال حول حكاياتٍ يسمعونها من جدّاتهم، أو من كبارٍ في السّنّ في العائلة. أيّ حكاياتٍ يحبّون؟
يتمتّع الأطفال بالمشاركة في سرد القصّة حين يردّدون كلمات العصفورة، والحمامة، والحمار، خاصّة المقاطع الّتي تدلّ على أصواتهم (حِم حِم، سي سي، إيه آه).
نتحادث مع الأطفال حول مشاعر فراس حين وجد حقله قد خُرّب. بماذا نشعر إذا ما خرّب أحدهم لعبةً أو غرضًا نحبّه؟
يضع فراس أصحابه في امتحان عبور البحيرة، ممّا يسبّب خوفًا شديدًا للحمار. هل نمرّ بمواقف شبيهة؟ بماذا نشعر؟
نتحادث مع الأطفال حول الأسباب الّتي دفعت الحمار إلى أكل زرع فراس (ربّما الجوع، أو حبّ الشّعير، أو المغامرة). هل يحدث معنا أحيانًا أن نأكل من طعامٍ ليس لنا؟ متى يحدث ذلك؟ نتحادث معهم أيضًا حول الأسباب الّتي دفعت الحمار إلى الكذب (ربّما خوفًا من خسارة صداقة فراس، أو خجلًا من فعلته…). هل يحدث أن نكذب أحيانًا؟ لماذا؟
تنتهي القصّة بكلمة لكن. نشجّع الأطفال على إتمام الجملة.
الكوفيّة غطاء الرأس التّقليدي للرّجل. هذه مناسبة لتعريف أطفالنا على ملابسنا الشّعبيّة الجميلة.
الحمار يأكل الشّعير، فماذا يأكل الحصان، والأرنب، والحمامة، وغيرها من الكائنات والطّيور؟
نتخيّل ما يمكن أن تفعله البحيرة السّحريّة، وقد نمثّله.
من الممتع دعوة جدّة لتحكي حكايةً للأطفال، وتشجيع الأهل على جمع حكاياتٍ من مسنّين في العائلة. سيكون جميلًا إذا حمل الأطفال إلى بيوتهم في نهاية السّنة بعض هذه الحكايات في كتابٍ من رسوماتهم.
نتعرّف على المفردات الجديدة ونوضح معناها. نؤدّي الأفعال الجديدة بأجسادنا أو أصواتنا (رجف/ شهق/ يوَلول).
نميّز بين أصوات الشخصيات: الحمامة تهدل، العصفورة تغرّد أو تزقزق/ الحمار ينهق. نتذكر ما نعرف من أصوات الحيوانات ونقلّدها. قد نؤديها في ألعابٍ جماعية، بحيث تعرض المربية صورةَ شخصيةٍ من القصة ويقلد الأطفال صوتها. قد نضيف الحركات الجسدية أيضًا لكلٍّ منها.
نتعرّف إلى الحقل ومزروعاته، ونتعرف إلى أنواع الحبوب المختلفة (ذرة، شعير، قمح، عدس)، نصِفها ونقارن بينها من حيث الشكل والحجم واللون، لتطوير مهارات الوصف والمقارنة.
هيا نتحدّث:
نتحاور حول الصداقة والصحبة: من هم أصدقاؤنا في الروضة؟ ماذا نحبّ أن نفعل معهم؟ كيف نحبّ أن يتعاملوا معنا؟
نتحاور حول الشخصيات والفرق بينها: جسم العصفورة أو الحمامة مقابل جسم الحمار، حجمها، شكلها، حركاتها، صوتها. نتذكر حيواناتٍ وطيورًا أخرى نعرفها.
نتحدث حول سلوك الحمار: كيف نشعر لو أفسد أحدهم أغراضنا؟ قد نضع قواعد للعب واحترام حقوق الجميع في الروضة.
نتحدث عن التسامح بين الأصدقاء في نهاية القصة. هي فرصة لتعزيز قيم إيجابية.
تساهم هذه الحوارات في تنمية مهارات التواصل الشخصيّ والبَيشخصيّ والتفكير الناقد.
الكفايات اللغويّة:
لتنمية التفكير الإبداعيّ: لنتخيّل أنّ صديقًا آخر كان مع فراس (الكلب/ القطّ وغيرهما)، ماذا كان سيغنّي أمام البحيرة العجيبة؟ نحاول إبداع جملةٍ مسجوعةٍ تلائم صوت الحيوان. نتخيل حركته (يطير أم يسبح أم يمشي)، نفكر في شخصيات مذكرة أو مؤنثة من كائناتٍ حيةٍ مختلفة. نتخيل أحداصًا أخرى: كيف كان يمكن لفراس أن يتصرّف بطريقةٍ أخرى؟
الوعي الصوتيّ:
نميّز السجع في الكلمات، ونلاحظ الأصوات المشتركة في نهاية الكلمات. قد نلعب لعبة “بحيرة السجع”. نحضّر “بحيرةً”، من كرتون أو أية مادة أخرى. نضع فيها بطاقات صورٍ مغلقة، كلما انفتحت بطاقة، يحاول الطفل تسمية الصورة فيها، وتقطيع اسمها. قد نبحث عن كلماتٍ مسجوعةٍ معها. يمكن أيضًا تطوير اللعبة عبر الحاسوب لتنمية المهارات التكنولوجيّة.
الوعي الصرفيّ:
نقارن بين المذكر والمؤنث في النصّ. ونؤدي الأفعال في الحالتين. (تغني الحمامة/ يوَلول الحمار).
نميّز بين المفرد والجمع ونتعرف عليها في النصّ. (صديق- أصدقاء/ صاحب- أصحاب/ يزرع- يزرعون- أدخل- ندخل…)
ماذا أيضًا؟
نصنف ما في الروضة من مجسمات لحيوانات وطيور مختلفة. نصِفها ونميز بين حركاتها، نقلّدها، نبني لها بيوتًا في ركن البناء، نصنفها إلى مجموعاتٍ وفق معايير يختارها الأطفال.
لتنمية التعبير الشخصيّ لدى الأطفال، قد نبني مسرحًا ونُعدّ الحقل والبحيرة. نؤدي أدوار الشخصيات. يختار كلّ طفلٍ الشخصية التي يرغب في أداء دورها، ويتحدث عنها. نفكر معًا بطريقة مشيها، أو نطقها.
قد نجمع أنواعًا من الحبوب، نتعرف على أشكالها ونبحث في الموسوعة عن شروط الإنبات ونلائمها لنزرع في حديقة الروضة، ونراقب المزروعات. قد نعدّ لافتاتٍ بأسمائها لتمييزها. هي فرصةٌ للتعرف على الحروف وأسس الكتابة.
قد نخرج في نزهةٍ إلى الحقول القريبة ونراقب ما ينبت فيها من مزروعات، لتعزيز الانتماء إلى البيئة. قد ننسّق أيضًا مع أحد الأجداد أو إحدى الجدات لنشاط زراعةٍ مشترك. أو قد نفكر في زراعة نباتات في مكان قريبٍ من الروضة. هي فرصةٌ لتعزيز مبادرات الأطفال وتنمية مهاراتهم اللغوية والاجتماعية والعاطفية.
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة القطرية للتربية اللغوية في رياض الأطفال العربية.