مرّة أخرى تثور جنى وترمي الأغراض حولها، وتثب مثل نمرة غضبانة! ومرّة أخرى يقف والداها حائرَيْن فيما يفعلانه معها، إلى أن تأتي الجدّة وديعة في زيارة، وتساعد جنى في أن تتحوّل من نمرة غضبانة طيلة الوقت إلى نمرة فرحانة.
يُولد الأطفال بأمزجةٍ مختلفة تتأثّر من البيئة المحيطة بالطّفل، وتؤثّر عليها. فهناك الطّفل الّذي ينساب مع ما يدور حوله، وهناك الطّفل النّزِق والرّافض دائمًا. لا شكّ في أنّ طفلة مثل جنى تشكّل تحدّيًا لنا الأهل في احتوائها، وفي تفهّم مشاعرها، وفي احترام شخصيّتها أوّلًا، ثمّ في مساندتها للتّعامل مع المواقف الحياتيّة اليوميّة على نحوٍ مريحٍ لها وللأشخاص الّذين تتواصل معهم.
مرّة أخرى تثور جنى وترمي الأغراض حولها، وتثب مثل نمرة غضبانة! ومرّة أخرى يقف والداها حائرَيْن فيما يفعلانه معها، إلى أن تأتي الجدّة وديعة في زيارة، وتساعد جنى في أن تتحوّل من نمرة غضبانة طيلة الوقت إلى نمرة فرحانة.
يُولد الأطفال بأمزجةٍ مختلفة تتأثّر من البيئة المحيطة بالطّفل، وتؤثّر عليها. فهناك الطّفل الّذي ينساب مع ما يدور حوله، وهناك الطّفل النّزِق والرّافض دائمًا. لا شكّ في أنّ طفلة مثل جنى تشكّل تحدّيًا لنا الأهل في احتوائها، وفي تفهّم مشاعرها، وفي احترام شخصيّتها أوّلًا، ثمّ في مساندتها للتّعامل مع المواقف الحياتيّة اليوميّة على نحوٍ مريحٍ لها وللأشخاص الّذين تتواصل معهم.
تطوير أنشطةٍ حركيّةٍ وتمثيليّةٍ، وأنشطةٍ مع الأصوات المختلفة.
توفير الفرَص للعمل مع أنواعٍ من الكتب والجانِرات، واستثمار فرَص تحضيرها لتنمية مهارات الوعي الصّوتيّ ومعرفة الحروف وبدايات القراءة والكتابة، ومهارات الإقبال على الكتاب.
قبل الانطلاق:
نتذكّر ما ينصّ عليه منهج التربية اللغويّة:
الأطفال يستعملون اللغة للتفاهم وحلّ المشكلات وللتفاوُض والدّفاع عن موقفهم.
يُنتجون قصصًا من سلسلة صور ويصِفون أحداثًا مختلفة مع استعمال صلة السبب والنتيجة، والتوسّعات الوَصفية والتعبير عن موقف. وتشجّعهم المربية على تأليف قصصٍ وإنتاج كتيّباتٍ لاستعمالها في البستان.
يستعملون المعلوماتِ الظاهرة في أجزاء الكتاب لتقديراتٍ بشأن مضمونه. ويُنتجون كتبًا صغيرة بمبنى القصّة.
يقسمون المقاطع إلى وحدتَين ويركّبون مقاطع، ويعزلون فونيمات في بداية ونهاية الكلمة.
تعالَوا نتحدّث:
نتحدّث حول الترجمة. ماذا نعرف من لغاتٍ أخرى؟ نحاول أن نترجم كلماتٍ بسيطة من لغةٍ إلى أخرى. مثلًا كيف نقول صباح الخير بالعبرية أو الإنجليزية؟ نستذكر قصصًا مترجمة نعرفها، قد نبحث عن نسختها بأكثر من لغة.
نتحاور حَول سلوك جنى وحول شعورها وشعور بقيّة الشخصيات. نلعب ألعابًا تمثيليّةً للشخصيّات، ويتحدّث كلّ طفلٍ عن شعوره، ويُبدي رأيَه بالسّلوك. هي فرصة لتطوير حواراتٍ والتفاوُض حول سلوك كلّ شخصية.
نختار مع الأطفال مفرداتٍ وصفيّةً/ حركيّة/ شعوريّة من القصّة، نخصّص ركنًا للاحتفاء بها، ونطوّر حولها أنشطة لإغناء القاموس اللغويّ للطفل.
نقارن بين الأفعال التي تعبّر عن صوتٍ (تأوّهَت، همسَت، تنهّد، انفجرت صارخة، زعَق، زأر..). نكتبها، نلعب معها: نحكي جملًا أو مقاطع بصوتٍ هامس/ بصوتٍ صارخ. قد نؤدّي مقطعًا موسيقيًّا بنبراتٍ متعدّدة ونقارن بينها وبين شعورنا مع سماع كلّ منها.
نميّز الأفعالَ الحركية ونعبّر عنها بالحركات: نتسلّق، نصعد، نهبط. نبحث عن أفعالٍ أخرى. نحضّر بطاقاتٍ تجمع الكلمة بصورةٍ تعبّر عنها. قد نُجري مسابقاتٍ في الساحة مع تمثيل الأفعال، أو نؤدّي عرضًا مسرحيًّا صامتًا (بانتوميم)، بحيث نعرض لأحد الأطفال بطاقةً ويحاول تأديةَ حركاتها (نربض، نصعد، نتسلّق إلخ)، ويحاول بقيّة الأطفال تخمينَ الكلمة في البطاقة.
الوَعي الصّرفيّ والصّوتيّ:
لو كان “جميل” هو الشخصية بدلًا من جنى، وتحوّل إلى نمر، ماذا كان سيتغيّر؟ نحكي القصّة بصيغة المذكّر، وننتبه إلى صيَغ الأفعال. نُتابع تغيُّر عدد المقاطع والفونيمات. هي فرصةٌ للتعرّف على التّاء المربوطة في كلماتٍ جديدةٍ أيضًا.
في النصّ نصادف صيغة المثنّى في كلّ فعلٍ يجمع جنى وجدّتها. نتوزّع في أزواج، ونتحرّك، نرقص، نلعب، نثِب (نقفز)، نتسلق . وفي كلّ مرة نوجّه الأزواج بصيغة المثنى. يقترح الأطفال أفعالًا أخرى للقيام بها في أزواج/ في أفراد/ في جماعات.
نبحث عن كلماتٍ تتشابه بأحد المقاطع (مثلًا: جَنى- غنى/ جَنى- جَرس- جزر/ نمر- نمرة). نبحث عن الكلمة الملائمة للصورة. هذه فرصةٌ ليميّز الأطفال أكبر عددٍ ممكن من الحروف.
ماذا أيضًا:
نختار مواقفَ من القصّة، نتحاور مع كلّ مجموعةٍ حول أحدها، ويعبّر الأطفال عن آرائهم. نقترح حلولًا بديلةً، (مثلًا: ماذا لو لم تأتِ الجدة، تعالوا نفكّر بأحداثٍ مختلفة). نصيغ معًا نصوصًا جديدةً، ونحصل على مجموعة قصصٍ من تأليف الأطفال. نجمعها في كتيّبٍ يُضاف إلى مكتبتنا.
نُعدّ قاموسًا للمفردات التي اخترناها، وهي فرصةٌ لتنمية مهارات الوعي الصوتيّ وأسس الكتابة والقراءة. قد نُنتج كتابًا عن الحيوانات المفترسة أو الأليفة.
عملًا ممتعًا..
أنوار الأنوار- مرشدة قطريّة ومركّزة التربية اللغويّة في رياض الأطفال العربيّة.
ترفض جنى أن تقصّ شعرها، وأن تأكل الجزر من صحن العشاء، وتغضب وتُلقي بالأغراض وتصرخ. يمكن أن نتحادث مع طفلنا حول ما يُغضب جنى في هٰذين الموقفين: هل يمكن أن تكون خائفة من قصّ شعرها، أو ربّما لا تحبّ الجزر وتفضّل طعامًا ثانيًا؟
قد نرغب بتشجيع طفلنا على الحديث عن موقفٍ شعر به بالغضب. كيف تصرّف؟
تشعر جنى بالإحباط في حفلة ميلاد صديقتها، وتعبّر عن إحباطها بتحويل الحفلة إلى فوضى. هل حدث أن شعرنا مثل جنى؟ ماذا فعلنا؟
تنجح الجدّة في أن تُري جنى كيف يمكن أن تكون كما هي، ولكن أكثر سعادةً، وتشجّعها حين تسلك في المنتزه سلوكًا آخر مع أمير، بدل أن تغضب وتكسّر. نستعيد مع طفلنا أحد المواقف الّتي تحدّث عنها سابقًا، هل كان يمكن أن يتصرّف على نحوٍ آخر؟
أنا الآن نمر/ة غضبان/ة، أو نمر/ة فرحان/ة! يسهل على الطّفل في كثير من الأحيان أن يعبّر عن شعوره من خلال دمية، فهيّا نساعده. نرسم وجه نمرٍ غاضب، وآخر مبتسم على بطاقتين صغيرتين ونقصّهما، ونلصق كلّ منهما على عود بوظة مدهونٍ بلونٍ برتقاليّ. نُبقي الدّمى في متناول يد الطّفل في البيت، ونشجّعه على استخدامها أحيانًا للحديث عمّا يغضبه، وللتّعبير عمّا يفرحه.
يمكننا أن نبحث في مكتبتنا، أو في مكتبة البستان، أو في المكتبة العامّة عن كتابين سابقين صدرا من مكتبة الفانوس: “أين أذهب حين أغضب؟” و “ابتسامة أمير”، وكلاهما يتناول موضوع الغضب والفرح الدّاخلي من زوايا مختلفة، ونتمتّع بقراءتهما مع طفلنا.