يحبّ القطّ ظريف أن يسير بحذائه الأبيض الجديد، لكنّ حذاءه يتلّون في كلّ مرّة يدوس على شيءٍ ما يصادفه في طريقه. لكنّ ظريف لا يهتمّ، بل يرى في ألوان حذائه المتغيّرة سببًا للفرح! حكاية عن التّعامل مع المواقف المزعجة بروحٍ إيجابيّة.
القطّ ظريف مزاجُهُ جيّدٌ! فها هو يمشي في الشّارع مزهوًّا بحذائه الأبيض الجديد، ولا يدري ما ينتظره من مفاجآت تحوّل لون حذائه الأبيض إلى ألوانٍ أخرى. لكنّه في كلّ مرّة يسعد باللّون الجديد، ويكمل طريقه مغنّيًا.
بعض الأطفال- وحتّى الكبار منّا- يجدون صعوبةً في التّعامل مع الأزمات اليوميّة الصّغيرة، “فيعلقون” في شِباك مشاعر الحزن والأسف والغضب، ممّا يصعّب عليهم أن يروا “نصف الكأس المليء” بدل “النّصف الفارغ،” ويصعّب عليهم أن يمشوا قُدَمًا.
في هذا الكتاب، يدعونا القطّ ظريف إلى أن نتعامل مع المشاكل الّتي تعترضنا بروحٍ إيجابيّة، وأن نكمل طريقنا دائمًا، لأنّ الحياة، في نهاية الأمر، حلوة!
نستعيد مع طفلنا ما غيّر لون حذاء القط ظريف كلّ مرّة: فالتوت حوّله إلى أحمر، والقراصيا إلى أزرق، وغيرهما. نقترح عليه ألوانًا أخرى، مثل البرتقاليّ، والأسود ونشجّعه على التّفكير بما يمكن أن يحوّل الحذاء إلى هذا اللّون.
نشجّع طفلنا على التّفكير بأكوام أخرى يدوس عليها ظريف في طريقه. بأيّ ألوانٍ سينصبغ حذاؤه؟
هذه مناسبة لأن نزور معًا دُرج أو خزانة الأحذية في بيتنا، وتفحّص أحذيتنا: أيّ منها مغبّر، ممزّق، مبقّع، مخدوش. تُرًى، على ماذا دُسنا في طريقنا؟
بالرّغم من اعتزاز ظريف بحذائه الأبيض الجديد، لكنّه يرى الجميل في كلّ لونٍ ينصبغ به حذاؤه. نحاول أن نستذكر مع طفلنا حوادث شبيهة بأغراضٍ شخصيّة لنا: ربّما ثوبٌ تمزّق واستعملناه لغرضٍ آخر، أو قطعة أثاث تلِفت واخترعنا استعمالًا جديدًا لها؟
ورشة صبغ أقمشة! قد يتمتّع طفلكم باختبار صبغ القماش بألوان مختلفة. يمكن لهذا الغرض استخدام مواد طبيعيّة مختلفة، مثل منقوع الشّمندر، أو مسحوق الكركم المغلي بالماء، وغيرها.
يمكن أن تتتبّعي مع الأطفال مشوار ظريف، وأكوام الموادّ الّتي داس عليها وصبغت حذاءه. شجّعيهم على التّفكير بموادّ أخرى قد يدوس عليها ظريف، والألوان الّتي يمكن أن ينصبغ بها حذاؤه.
ليس كلّ أطفال الرّابعة كظريف. فبعضهم قد يحزن حين يتّسخ حذاؤه الجديد أو يتلف. اِدعي الأطفال إلى تخيّل ما يمكن أن يحسّه ظريف حين انصبغ حذاؤه. قد يساعدهم أن يستذكروا موقفًا شبيهًا مرّوا به، وما أحسّوا به وقتها.
لنتخيّل أنّ حذاء ظريف قد انصبغ بلونٍ برتقاليّ، أو أسود، أو أصفر. على أيّ موادّ داس؟
اِقترحي على الأطفال تغييرًا في الحبكة: ماذا لو لم ينظف حذاء ظريف؟ كيف سيشعر عندها؟
“عرض أحذيتنا الملوّنة” قد يكون نشاطًا ممتعًا يشارك به الأهل والأطفال. اطلبي من الأطفال أن يُحضروا أحذيةً قماشيّة قديمة، وبمساعدة الأهل يصبغونها بألوانٍ مختلفة. من الجميل أن يستخدموا موادّ طبيعيّة للصّبغ، مثل: منقوع الشّمندر، أو مغلي الكركم، أو مغلي البقدونس، وغيرها. يمكن الاستعاضة عن الأحذية بأقمشة بيضاء يختبر الأطفال صبغها.
نشاطٌ ممتع آخر يصلح للأيام الدّافئة هو أن يدوس الأطفال بأرجلهم الحافية على أكوام دهان أصابع، ويطبعون كفّات أرجلهم على أوراق كبيرة.
تجدين في صفحة الفانوس اللّغوي (أنظري “روابط نوصي بها” في صفحة الكتاب) اقتراحاتٍ لأنشطة لغويّة حول الكتاب.
تطوير أنشطةٍ وألعابٍ للتعرّف على صيَغ الاستفهام والتعجّب (شفهيًّا).
قبل الانطلاق: لنتذكّر ما ينصّ عليه منهج التربية اللغويّة
جيل 3-4 سنوات
يتمكّن الأطفال من استعمال الأسماء والأفعال والصّفات والضّمائر بصيغتها الصّحيحة حسب اللغة المحكيّة، ويستعملون المبانيَ الصّرفيّة الملائمة. يردّدون أجزاءً من قصّةٍ، ويعبّرون عن مشاعرَ ومواقف.
جيل 4-5 سنوات
يتمكّنون من استعمال أوزانٍ مختلفةٍ في صيغتها المحكيّة والمعياريّة، يتعرّفون على الكلمات الوظيفيّة ويستعملونها بالطريقة الصحيحة، ومنها كلمات الرّبط التي تدلّ على السّبب (عَشان، لأنّ، بسبب…). يميّزون الانفعالاتِ المختلفةَ، ويتحدّثون عن تجاربَ عاشوها.
نفكّر بأشياء أخرى يسقط فيها القطّ. ماذا كان سيحدث؟ بأيّ لونٍ يصطبغ؟ ولماذا؟
أيّة أنواعٍ من الأحذية ينصبغ لونها؟ فرصةٌ للحديث عن أنواع الموادّ المصنوعة منها الأحذية، وتصنيفها حسب أوصافٍ ومعايير.
نتحاوَر حول شعور القطّ في كلّ مرّة؟ لو كنتَ مكان القطّ بماذا كنتَ ستشعر؟ نبحث عن حلولٍ كان يمكن أن تخفّفَ من شعورٍ سلبيّ.
نتعرّف إلى فقاعات الأفكار، نرسمها، ويتحدّث كلٌّ منّا عن كلمةٍ تخطر بباله، وتكتبها المربية. قد نبحث أيضًا عن طرقٍ أخرى للتعبير عن الأفكار، مثل شمس التداعيات.
نختار مفردةً مثل “عظيم” ونبحث عن أوصافٍ مشابهة. لمَن نقولها؟ يبحث كلّ طفلٍ عن زميلٍ يصِف له سلوكَه بها.
حفل الكلمات:
أسماء الألوان (أبيض، أزرق، بنيّ).. أسماء الكَومات (توت، قراصيا، وَحل)، ظريف، مُنحدَر، يسير، داسَ، استمرّ، كَومة، “بِجنّن”، انصبَغَ، عظيم، مَبلول…
نطوّر أنشطةً حركيّةً مع الأفعال الحركيّة، نجسّدها، ونضيف صوَر الأطفال مع بطاقة الكلمة الملائمة إلى ركن “حفل الكلمات”. (داسَ، سارَ)، نقترح أفعالًا حركيّةً أخرى.
نطوّر أنشطةً حول المشاعر وطرق التعبير عنها. نلائم بين الكلماتِ الشعوريّة وبين سلوكيّاتٍ تعبّر عنها. ماذا تفعل حين تشعر بشيء ما؟ هي فرصةٌ أيضًا للتذكير بقصّة “ماذا أفعل حين أغضب”.
نُضيف اقتراحاتِ الأطفال للتّعبير عن المشاعر المذكورة : مثلًا كيف يمكن أن يعبّر القطّ عن أنه “مكيّف”؟ نقترح إمكانيّاتٍ ونمثّلها ونضيفها إلى ركن الكلمات، من المحكيّة والمعياريّة.
الوعي الصّرفيّ والصّوتيّ:
ماذا لو كانت القطّة ظريفة هي الشخصية؟ نحكي القصّة بصيغة المؤنّث. نختار رمزين: (قطةً وقطًّا)، ونتحدّث مع كلّ مؤشّر بالصيغة الملائمة.
نقطّع الكلمات بالمذكر والمؤنث ونقارن بين عدد المقاطع (قطّ- قطّة، مبسوط- مبسوطة، أبيض- بيضاء إلخ).
نتعرّف إلى الحروف التي تكرّرَت (القاف مثلًا)، ونبحث عن كلماتٍ تبدأ بصوتها/ تنتهي بالصوت…
نلعب مع إشارات الاستفهام والتعجّب المتواجدة في النصّ، نقرأ كلماتٍ مع كلّ إشارةٍ ونلاحظ اختلافَ النبرات والتعابير.
الكفايات اللغويّة:
نتحدّث عن العلاقة السببيّة: لماذا انصبغَ الحذاء؟ لماذا ظلّ القطّ سعيدًا، ماذا يمكن أن يجعلنا سعداء، نتحدّث عن أمورٍ تُسعدنا. نختار كلماتٍ بالمحكيّة ونجد لها مرادفاتٍ من اللغة المعيارية : مثلاً كيف نقول مكيّف؟ بيجنن؟ نبحث عن مرادفاتٍ ونكتبها معًا. نلعب مع قوالب سببيّة وشرطيّة (أنا بكون مكيّف لمّا/ إذا صار كذا بكيّف ).
نلعب ألعابًا في القفز بين المحكية والمعيارية. (يمكن أن نسمّيَ المعياريّة لغة الكتاب)، نختار مساحاتٍ ونلوّنها، ونخصّص لونًا للمحكية وآخر للمعيارية. حين نسمع مفردةً نقفز إلى مساحة اللون الذي يلائمها. قد نخصّص أيضًا مساحةً للكلمات الملائمة للصيغتَين.
ماذا أيضًا:
نحضّر صوَرًا تعبّر عن حركات، مع وجود الكلمات التي تعبّر عنها ونضيفها إلى مركز الرّياضة.
نبحث عن قصصٍ أخرى في مكتبتنا تتحدّث عن الحيوانات، نرتّبها معًا في رفٍّ خاصّ، ونقارن بينها.
نجمع أحذيتنا، وأحذيةً من أبناء العائلة والزّملاء، نقيس ونقارنُ بين المقاساتِ. نتعرّف إلى أنواع الموادّ المصنوعة منها الأحذية وخواصّها، نقارن بينها، ونُجري تجاربَ علميّةً مع الموادّ، نقيم يومًا للأحذية في الرّوضة: نعرض صوَرًا ورسوماتٍ، نلعب ونمشي بأحذيةٍ مختلفة، نمشي ونقفزُ حفاةً ( نحضّر المكان والبيئة ونختار الألعابَ الملائمة).
عملًا ممتعًا..
أنوار الأنوار- مرشدة قطريّة ومركّزة التربية اللغويّة في رياض الأطفال العربيّة.