كثيرًا ما نسمع طفلنا يقول: “بدّي لحالي… أنا كبير” أو “أنا أنا بدّي أجرب”، وهي جمل تعكس رغبة الطفل في عمر الروضة بأن يجرّب معتمدًا على نفسه وبحسّ المقدرة. تأخذنا هذه القصّة في رحلة مع الخُلْد الصغير موريس، الذي واجه بطريقة مبدعة مشكلة نفاد الطعام له ولإخوته تحت الأرض. وبالرغم من صغر حجمه واختلافه عن إخوته الكبار، الذين لم يسمعوه أصلًا، وبفضل تفكيره خارج الصندوق وإيمانه بقدراته، استطاع أن يجلب شتّى أنواع الأطعمة لإخوته وأن يكتشف جمال العالم فوق سطح الأرض.
“صحيح أنّني صغير، لكنّني أستطيع أن أفعل أشياء كبيرة”؛ هي جملة مركزيّة في القصّة تعكس حاجة أطفالنا إلى تنمية قوّتهم ومقدرتهم، وبالتالي بناء تصوّرهم الذاتيّ. إنّ تشجيعَ طفلنا على التعبير عن نفسه بحريّة، وإعطاءَه المساحة لاستكشاف اهتماماته وتجريب شتّى أنواع المهامّ، يساعده في تنمية قدراته الإبداعيّة بشكل كبير.
توصينا القصّة إذًا بأن نولي اهتمامًا مناسبًا لرغبات طفلنا وآرائه، وأن نوفّر له التجارب الكافية في الحياة اليوميّة لينموَ كطفل مستقلّ وقويّ ومبدع.
نتأمّل الرسومات المختلفة في القصّة: نصف الرسومات التي تحت الأرض، والتي فوق سطح الأرض، ونميّز أوجه الشبه والاختلاف بينها. نستعمل المصطلحات: واسع، ضيّق، مضيء، مظلم وغيرها.
نقوم بجلسة تأمّل وتواصل مع الطبيعة. نزور غابة أو حديقةً قريبة، ونجلس بهدوء وسكينة. نراقب الحيوانات المختلفة حولنا، نشمّ الروائح، ونشعر بهبوب الرياح على جسمنا.
نبحث عن الحيوانات التي تبني جحورها تحت الأرض، مثل الخُلْد وغيره، ونجمع معلومات عن صفاتها وطعامها. يمكننا أيضًا أن نشاهد فيلمًا عنها عبر اليوتيوب.
نتحادث–
حول رأيهم– ما رأيكم بتصرّف الخُلد موريس؟ ما هي مميّزاته؟
حول تجارب شبيهة– نطلب من الأطفال المشاركة والتحدّث عن مشكلة حدثت معي واستطعت أن أحلّها.
“صحيح أنّني صغير لكنّني أستطيع أن أفعل أشياء كبيرة”؛ جملة تلخّص الحاجة النفسيّة لدى الطفل في هذه المرحلة. إذ يميل الكثير من الأطفال إلى التجربة وفحص قدراتهم، قوّتهم ومقدرتهم، فيساهم ذلك في بناء تصوّرهم الذاتيّ السليم. يمكن أن نشاهد رغبة الأطفال بتجربة كلّ شيء بأنفسهم وإصرارهم على ذلك، وبنفس الوقت نلاحظ البكاء الشديد وقت الفشل والرغبة بالنجاح والشعور بالقوّة.
وظيفتنا كمعلّمات أن نتفّهم ونتقبّل هذا الإصرار لدى الطفل في التجربة وإعطاؤه الحيّز والتفهّم؛ لا بل ونشجّعه على المحاولة. أجمل درس يمكن أن تعطيه لأطفال الروضة أن يجرّبوا بأنفسهم، حتّى لو لم يكن كالمتوقّع. من الجميل أن نستغلّ هذه الحاجة عند الأطفال ونجعلهم مساهمين في ترتيب الروضة أو عرض قصّة أو أيّ مهمّة كبيرة كانت أم صغيرة. علينا الانتباه أنّه في بعض الأحيان يمكن أن نفسّر خطأً رغبة الطفل في التجربة والإصرار، ونراه مُعاندًا أو متسلّطًا، إلّا أنّ هذه التفسيرات الخاطئة من شأنها أن تقلّل من تصوّر الطفل لذاته، ومن رؤيته لمقدرته، وبذلك تُقلّص روح الإبداع عند الأطفال.
نتحادث
حول رأيهم– ما رأيكم بتصرّف الخُلد موريس؟ ما هي مميّزاته؟
حول تجارب شبيهة– نطلب من الأطفال المشاركة والتحدّث عن مشكلة حدثت معي واستطعت أن أحلّها.
حول حلول مختلفة– ممكن للمعلّمة أن تشارك مشاكل يوميّة تحدث في الصفّ، ونسمع حلولًا مختلفة، وتطلب من الأطفال أن يكملوا، لو كان الخُلد موريس هنا وفكّر بشكل مختلف لقال: …..
نُثري لغتَنا–
نطوّر من قاموس الطفل اللغويّ ونتعرّف على الكلمة والعكس، من خلال وصف الرسومات فوق الأرض وتحت الأرض- مثل: -معتم -مُضيّ –فوق -تحت -مليء -فارغ وغيرها. يمكننا أن نقسّم الأطفال إلى مجموعتين ونلعب لعبة الكلمة والعكس.
نتعاون ونبدع-
عمل فنيّ – نقسّم الأطفال إلى مجموعات؛ وكلّ مجموعة تبني عملًا فنّيًّا من وحي القصّة كمجسّم، لوحة ثمّ يعرضون إبداعاتهم أمام المجموعات الأخرى. أو نقوم بتنظيم معرض في مدخل الصفّ؛ يستمتع برؤيته كلّ من يدخل الصفّ.
نمثّل معًا- نقوم بتمثيل القصّة، وممكن أن نختار أزياء مختلفة وأن نمثّل بالإيماء مهامّ مختلفة بالقصّة؛ كالأكل والحفر وتجميع الطعام وغيرها.
نتعلّم-
ندعو إنسانًا خبيرًا بالحيوانات ونتحدّث عن عالم الطبيعة ما تحت الأرض. ما هي الحيوانات التي تعيش تحت الأرض، أو الحيوانات التي تبني جحورا أو بيوتا تحت أقدامنا؟
نصنع–
نصنع دمية الخُلْد عن طريق رسم شخصيّة الخُلْد، ثمّ تلصيقها بعود خشبيّ صغير وجعله داخل كيس ورقيّ صغير يكون بمثابة بيته. يمكن إرفاق رابط أو صور. مرفق رابط:
https://www.activityvillage.co.uk/mole-puppet
الأهل الأعزّاء،
بفضل روح المبادرة والانتماء والعمل التعاونيّ المشترك، نجح رافي وأصدقاؤه بمهمّة إنقاذ المكتبة من خطر الإغلاق، فامتلأت رفوفها بالكتب من جديد، وعاد لزيارتها الكبار والصغار من أهل البلد.
يكمن دورنا كأهل في تعزيز الحسّ بالمقدرة وتعميق الشعور بالانتماء والمسؤوليّة لدى الأطفال، وتحفيزهم على إسماع صوتهم، وأخذ دور فاعل في التأثير في قضايا تخصّ حياتهم وحياة مجتمعهم. من المهمّ أن نشجّع أطفالنا على السعي من أجل الصالح العامّ، ومساندتهم في التخطيط والتنفيذ، من أجل تطوير قدرتهم على حلّ المشكلات، والتعامل مع التحدّيات والصعوبات بدءًا من البيت، مرورًا بالحارة والبلد، ووصولًا إلى دوائر الحياة الأوسع. إنّ اشتباك الأطفال بالعمل المجتمعيّ، وفقًا لقدراتهم واهتماماتهم، ينمّي لديهم حسّ الانتماء، والتعاطف، والمسؤوليّة، والمبادرة.
تهدف هذه القصّة أيضًا إلى تشجيع زيارة المكتبات العامّة وقراءة الكتب كمصدر للمتعة والمعرفة. لنا، كأهل، دور كبير في ذلك من خلال استنهاض ثقافة قراءة الكتب في بيتنا. علينا، إذًا، أن نبدأ من أنفسنا، إذ إنّ مشاهدة أطفالنا لنا ونحن نقرأ كتبنا المفضّلة هو أفضل تشجيع لهم ليُقبِلوا على الكتاب بمتعةٍ وشغف.
المكتبة المتنوّعة: صنّفت أمينة المكتبة الكتب ووزّعتها في صناديق مختلفة وفقًا لمواضيعها وأنواعها: موسوعات، ألغاز، قصص الفضاء وغير ذلك. نتصفّح مكتبتنا البيتيّة، ونحاول أن نصنّف معًا كتبها وفق أصنافها الأدبية. نستعير كتبًا متنوّعة من المكتبة العامّة، ونكشف أطفالنا على أصناف أدبيّة غير قصصيّة، مثل: الحزازير، الشّعر، كتب الطبخ الفنون، وأخرى.
نتحادث حول-
رأيهم في القصّة– كيف أنقذ الأرانبُ المكتبةَ حقًّا؟ ماذا فعلوا؟ هل كان تنينا سحريًّا؟
تجارب مشابهة– هل لديكم شيء تحبّونه وتريدون إنقاذه؟ ماذا يمكننا أن نفعل من أجله؟ هل سبق وحقّقت هدفًا قد رسمته لنفسك؟ ما هو وما الذي ساعدك على تحقيقه؟
مبادرات شبيهة– ما الأمور التي نحبّها ولا نحبّها في أجواء المدرسة- نقترح مبادرات؛ مثل- تزيين الصفّ، تخطيط وتجهيز مشروع فنّيّ لتزيين زاوية في المدرسة أو بناء زاوية للكتب المستعمَلة في المدرسة أو الحديقة العامّة.
نثري لغتَنا–
نتصفّح الكتاب ونتعرّف على كلمات جديدة مثل- بهجة، بحزن وأسى، محبَطين، بوصلة وغيرها.
نزور مكتبة المدرسة ونتعرّف عليها وعلى مصطلحات جديدة مثل– أمينة المكتبة، استعارة الكتب، أنواع الكتب: الأدبيّة– رواية، ديوان شعر، كتاب فنون، كتب تحوي معلومات، وغيرها من مجموعات كتب في مواضيع علميّة مختلفة.
نتواصل-
نخلق روتينًا للقراءة– أن نتحدّث عن أهميّة القراءة شيء، وأن نقرأ ونشجّع القراءة وحبّ الكتب بطرق عمليّة شيء آخر. يمكننا أن نبني روتينًا صفّيًّا، كلّ يوم خميس نقوم بزيارة مكتبة المدرسة ونقوم بقراءة جماعيّة او بأزواج، ثمّ نقوم باستعارة القصص من المكتبة.
نادي القرّاء– من الممكن لكلّ طالب أن يحضر كتبًا؛ يريد إعارتها لطلّاب صفّه، ونتبادل الكتب المستعمَلة بيننها ثمّ نعيدها. من المحبّذ الابتعاد عن مسابقات القراءة؛ لأنّها على الأغلب تقلّل من إمكانيّة الاستمتاع بسحر القراءة وتجعل الطفل يركّز على القراءة بغية المنافسة والفوز.
نبدع-
نؤلّف كتابَنا التصويريّ الأوّل– وهو عبارة عن رسومات وصور مختلفة، نُضيف إلى جانبها كتابة قصيرة لنحصل على قصّة أو كتاب فنّيّ.
نتأمّل؛ نبحث ونعرض مشاكل تعاني منها حاراتنا وبلدتنا: كمشكلة النفايات، وغيرها. نبحث عن طرق لمعالجتها ونبادر لذلك.
نمثّل مواقف لمشاكل قد يقع فيها طفلنا بشكل فرديّ أو جماعيّ ونتحدّث حول الأمور التي من الممكن أن تساعده في مواجهتها؛ مثل خلاف مع صديق؛ خسارة مباراة؛ إصابة طالب برحلة مدرسيّة؛ التعرّض للتنمّر من شخص أو مجموعة.
نُحضِر مع طفلنا “مرطبان أنا أستطيع”: نكتب معًا عباراتٍ على قصاصات ورقيّة؛ تصف الأمور التي نستطيع أن نفعلها معًا وأن تأتي بالنفع علينا وعلى الآخرين. نحدّد تغييرًا نُريد أن نُحدثه، مثلًا: أستطيع أن أقول لا للتنمّر، أستطيع مساعدة صديق في ضائقة…
حول الكتاب:
حول خبراتنا الذاتيّة:
حول الحيّز العامّ والخاصّ:
نتعرّف على:
نبادر لنشاط ممتع ومشترك؛ نستذكر أمورًا نحبّ أن نقوم بها معًا، كأن نخرج في نزهة عائليّة، أو نقرأ كتابًا، أو نعدّ طبقًا مفضّلاً من الحلوى، وغيرها. نحاول أن نخصّص وقتًا خلال الأسبوع للتمتّع مع طفلنا بنشاطٍ أو أكثر.
نتواصل
• حول العنوان: نسأل أطفالنا ما المقصود بـ”البنت الخفيّة”. نتتبّع الرسومات ونسأل الأطفال: ما الذي جعل الأشخاص خفيّين في القصّة؟ وكيف تغيّرت حياتهم وأصبحوا مرئيّين؟
• حول الإقصاء والتنمّر: نسترجع مع أطفالنا مواقف تعرّضوا فيها للتنمّر، أو تعرّض زملاؤهم للتنمّر. كيف شعروا؟ كيف تصرّفوا؟ نقترح معًا طرقًا أخرى للتعامل مع الموقف.
• حول الشعور بالحرمان: شعر العديد من الأشخاص الخفيّين بالحرمان من أمور مختلفة (الأصدقاء، المال، القدرة على المشي). نتحدّث مع طفلنا عن الأمور التي نملكها ولا يملكها الآخرون، وعن الأمور التي لا نملكها ويملكها الآخرون.
• نتطوع: نفكّر بإنسان نعرفه يحتاج إلى مساعدة، أو بمؤسسة يمكن أن نتطوّع بها. نجعل التطوّع طقسًا من طقوس العائلة.
• استندت إيزابيل إلى التجارب والخبرات الجميلة والعلاقة الوطيدة مع والديها من أجل أن تستجمع طاقاتها وقدراتها، وتغيّر الناس من حولها. نعدّ علبة بطاقات نسجّل فيها أنشطة عائليّة يمكن أن نقوم بها، تشعرنا بالسعادة وتقرّبنا من بعضنا. نختار كلّ مرّة بطاقة مختلفة.
نسترجع مع طفلنا مواقف تعرّض فيها للإقصاء. نتقمّص الأدوار ونمثّل كيفية التصرّف والحوار.
• الغلاف الخارجيّ: قبل قراءة الكتاب، نتمعّن في الغلاف وندعو الأطفال لتخمين الموضوع الذّي يتحدّث عنه. حسب رأيك، ما القصد بالبنت الخفية؟ حسب رسمة الغلاف، ماذا تخبرنا ملامح الطّفلة حول مشاعرها؟ لماذا؟
• التّعاطف مع الآخر والشّعور به: نسأل الأطفال؛ لو كانت إيزابيل تعيش معنا، هل كنت ستقدّم/ين لها المساعدة؟ لماذا؟ كيف كنت ستفعل/ين ذلك؟ حسب رأيك، هل يعيش بيننا أطفال مخفيين مثل إيزابيل؟
• المساعدة والدّعم: معايشة الطفل لمواقف وخبرات حياتيّة مختلفة تسهم في نموه العاطفيّ-الاجتماعيّ. نعزّز النضج العاطفيّ للطفل أيضًا عندما نسانده في التّفكير بفعل شيء داعم حيال تلك المواقف. نسأل الأطفال، لو كنتم قادرين على تقديم المساعدة لإيزابيل، ماذا كنتم ستقدّمون لها؟ لماذا؟ هناك شيء ما في عائلة إيزابيل ساعدها على مواجهة الصعاب، ما هو؟ ما رأيك في ذلك؟
• الرسومات: رافق الكلب صديقته إيزابيل في كلّ الأوقات. نسأل الأطفال: ما رأيكم بذلك؟ هل يستطيع الحيوان أن يساند الإنسان ويخفّف عنه الصعوبات؟
• الفروقات الطبقيّة في المجتمع: لا يستطيع الإنسان أن يملك كلّ شيء في الحياة. نكرّر قراءة الكتاب ونسأل الأطفال: حرمت إيزابيل وأسرتها من أمور عديدة، ما هي؟ حسب رأيك، من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة. ما هي الأشياء التي لا تستغني عنها في حياتك؟ هل يمتلكها الجميع؟ ماذا سيحصل لك لو فقدتها؟
حكمة العطاء: يُشعرنا العطاء دون انتظار مقابل بالسعادة، نسأل الأهل والأجداد ونبحث عبر الشّبكة العنكبوتيّة عن أمثال وحكم حول العطاء والمساعدة. يمكننا كتابتها بشكل واضح وتعليقها في الصفّ أو في المدرسة.
صندوق الشكر: نتدرّب برفقة التلاميذ الصّغار على تقدير النّعم ونفكّر بشيء نودّ أن نشكر عليه. يكتب كلّ طالب جملة شكر يطويها ويضعها داخل صندوقه. كلّ يوم، يختار طالب بطاقة ويقرأها.
• أدخلت الألوان السعادة والتفاؤل إلى قلب إيزابيل. نتطوع ونبادر لترميم جدار أو لزراعة الورود في المدرسة أو في الحي.
• نخطّط معًا ونبادر لإقامة مشروع خيريّ في الصف. نحضر حصّالة جماعيّة ونتعاون لنجمع فيها المال. بمساعدة المربّية، نبحث عن جمعيّة خيريّة تُعنى بمساعدة الاخرين نحو: مرضى سرطان، محتاجين. ونتبرّع بالمال من أجلهم.
نمعن النظر برفقة أطفالنا في اللحظة التي حرّر فيها نبيل العصفور. نتخيّل معًا العصفور يتكلّم ويحدّث العصافير عمّا فعله نبيل. نتقمّص الشخصيّات ونمثّلها برفقة أطفالنا.
لتبنّي حيوان، يمكننا أن نتواصل مع جمعيّة الرفق بالحيوان. نستكشف الحيوانات التي نفضّل، ونبحث عن معلومات حولها برفقة الأطفال.
نتتبّع مع أطفالنا الكتاب برسوماته المتسلسلة، ونغْني القدرة السرديّة لدى طفلنا ونطوّرها، وذلك من خلال وصف الأحداث بتسلسل على نحو: قام الأب بتحضير بيت للعصفور من علبة الكرتون، وقامت الأمّ بتضميد الجناح المكسور، ومن ثَمّ…
برفقة أطفالنا، نختار وعاءً نملأه بالماء ونضعه على الشرفة أو على حافَة الشبّاك ونخصّصه لسقاية الطيور. نهتمّ أن نملأه بالماء يوميًّا. يمكننا أيضًا أن نضع على حافَة الطريق وعاءً من الماء وبقايا الطعام للحيوانات الضالّة.
مسار مختلف للحبكة: نتخيّل برفقة أطفالنا لو أنّ الأمّ منعت ابنها نبيل من تقديم المساعدة للطّائر، ماذا كان سيحدث له؟ كيف تتوقّعون أن تكون نهاية القصّة؟ ندعو الأطفال لمشاركتنا أفكارهم ونسألهم عمّا إذا كانوا قد مرّوا بمواقف شبيهة قوبلوا فيها بالرفض. متى كان ذلك؟ كيف شعروا حينها؟ من ساعدهم في التعامل مع هذا الموقف؟ وكيف؟
المشاعر: نتتبّع الأطفال في الكتاب، ونتحدّث عن مشاعرهم المختلفة في أعقاب تعبيرهم. نتحدّث عن مشاعر الفخر، والتعاطف، والحسّ بالمقدرة والتمكين. نُثْري قاموس التلاميذ ليَعُوا مشاعرهم ويعبّروا عنها، وليذوّتوا العلاقة بين السلوك والمشاعر.
حول قدرات التلاميذ ودَوْرهم: ذُكِرت في الكتاب نماذجُ بيَّنَتْ قدرة الأطفال الصغار على التغيير، كالتدخّل عند تعرّض أحدهم للأذى، أو مساندة شخص وحيد، وغير ذلك. نتتبّع الخبرات المختلفة، فنصفها ونسأل التلاميذ الصغار عن خبرة مشابهة مرّوا بها. ماذا كان شعورهم؟ وماذا تعلّموا من هذه الخبرة؟
حول طرق التعبير: برزت في الكتاب عدّة طرق للتعبير عن الذات في الكلام والأفعال والإبداع. نتتبّع تلك الطرق، ونَصفها ونتحاور مع التلاميذ الصغار حول طُرُقهم الخاصّة بالتعبير، وحول أهمّيّة إسماع صوتنا والتعبير عن أنفسنا.
نُغْني قاموسنا اللغويّ الشعوريّ والذهنيّ. الكتاب غنيّ بالمفردات العاطفيّة مثل مشاعر الفخر، والتعاطف، والإحساس بالمقدرة، والتمكين. نتتبّع الصفحات، فنقرأها ونتحدّث عنها. نستعمل تلك المفردات في السياقات المختلفة المناسبة.
نطلق برفقة الأطفال مشروعًا يقوم من خلاله كلّ طفل بصياغة جُمَل تشجيعيّة لنفسه وكتابتها على الدفتر.
نرافق التلاميذ في إعداد لافتات يكتب عليها كلّ منهم فكرته حول كيفيّة جعل “مدرستنا؛ بلدتنا؛ عالمنا” مكانًا أفضل. نزيّنها ونتحاور حولها. نعرضها في الساحة أو في مدخل الصفّ.
بعض التلاميذ يجدون الابداع والفنون وسيلتهم المُثْلى للتعبير عن ذواتهم. نتيح التمثيل والرسم، ونفسح المجال لإبراز وإسماع أقوالهم من خلال عرض تمثيليّ أو إقامة معرض للفنون.
طرق التعبير عن الحبّ: عبّرت الطفلة عن حبّها لوالدتها بمفاجأتها بصنع البسكويت لها. نتحدّث مع طفلنا حول طرق التعبير عن الحبّ، فنسأله: كيف يمكننا التعبير عن حبّنا للآخر؟ ونقترح عدّة طرق، كالتعبير بالكلمات أو البطاقات، أو بلغة الجسد كالعناق وإعطاء القبلات، أو بالأعمال كالمساعَدة وتحضير المفاجآت كما فعلت الطفلة.
التعاطف: الطفلة كانت حسّاسة جدًّا تجاه والدتها وتعاطفت معها فلم ترغب بأن توقظها من النوم. نتحدّث مع طفلنا فنسأله عن شعور الأمّ برأيه تجاه هذا التصرّف، ونسأله: كيف من الممكن أن تكون الأمّ حسّاسة ومتعاطفة مع الطفل؟ وكيف يمكن للطفل أن يكون كذلك تجاه الأهل؟ نعطي نماذجَ من حياتنا.
المبادرة: بادرت الطفلة إلى تحضير البسكويت لوالدتها. قدّرت الأمّ محاولة طفلتها وأَثْنَت عليها. نتحدّث عن المبادرات التي قام بها طفلنا لأجل الآخَر (على سبيل المثال: لأجل أفراد من عائلته)، أو المبادرات التي من الممكن أن يقوم بها من أجل الآخَر. نتناول مشاعره ومشاعر الآخَر. نُثْني عليه ونشجّعه.
الليونة والتعامل مع المشكلات: على الرغم من أنّ الطفلة حضّرت معجونة بدل بسكويت، فإنّ الأمّ لم تغضب ولم تتذمّر، بل على العكس من ذلك؛ شجّعتها وقالت لها إنّها صنعت المعجونة. نتحدّث مع طفلنا عن تجارب لم تَسِرْ حسبما رغبنا أو توقّعنا. بِمَ شعر؟ كيف تصرّف؟ كيف تصرّف الأهل؟ كيف تكون ردود فعلنا؟
المفاجآت: يحبّ الأطفال المفاجَآت ويتمتّعون بتلقّيها وبتحضيرها لأهلهم. قد ترغبون في الاتّفاق مع طفلكم على تحضير مفاجآت متبادلة؛ كأنْ تحضّروا له طبق حلوى مفضّلًا، أو كأن تَدْعوا إلى بيتكم شخصًا يحبّه.
نحضّر برفقة طفلنا كعكة بسكويت، أو طبق سلَطة. نشاركه مراحل التحضير. نسمّي الأغراض والأفعال. نتذوّق؛ نلمس؛ نستمتع معًا.
طرق التعبير عن الحبّ: طرق التعبير عن الحبّ عديدة. اختارت الطفلة أن تعبّر عن حبّها لوالدتها بمفاجأتها بصنع البسكويت لها، إلّا أنّ هنالك طرقًا عديدة للتعبير. نتحاور مع الأطفال حول طرق التعبير عن الحبّ، فنسألهم: كيف يمكننا التعبير عن حبّنا للآخر؟ ونقترح عدّة طرق، كالتعبير بالكلمات أو البطاقات، أو بلغة الجسد كالعناق والقبلات، أو بالأعمال كالمساعَدة وتحضير المفاجآت.
المبادرة: تمثّل المبادرات إحدى ركائز البستان المستقبليّ، نظرًا لأهميّتها في نموّه الذهنيّ والعاطفي ّالاجتماعيّ. وفي قصّتنا بادرت الطفلة إلى تحضير البسكويت لوالدتها. نتحدّث مع الأطفال ونسألهم: من أين أتت الفكرة؟ كيف قرّرت الطفلة أن تُحْضِّر لوالدتها البسكويت؟ نتحدّث عن مبادراتهم في البيت والبستان. أيّة مبادرات يرغبون في تطويرها في البستان؟ أيّة مبادرات نجحوا في تنفيذها مع الأهل أو الأصدقاء؟ كيف يشعرون حين يتمّ تشجيع مبادراتهم؟ كيف يشعرون إذا بادر شخصٌ آخر للتعبير عن محبّـه لهم؟
التعامل مع المشكلات: حاولت الطفلة صنع البسكويت، إلّا أنّها صنعت المعجونة عن غير قصد. نسأل الأطفال: ماذا كان شعور الطفلة عندما فعلت ذلك؟ ماذا كان شعور الأمّ، وكيف تعاملت مع الأمر؟ هل حدث أنّك أفسدت شيئًا دون قصد؟ كيف كان تصرّف والدتك، وماذا كان شعورها؟
المفاجآت: يحبّ الأطفال المفاجَآت ويتمتّعون بتلقّيها وبتحضيرها لأهلهم. قد ترغبون في الاتّفاق مع الأهل على تحضير مفاجآت لطفلهم، وقد ترغبون أن تحضّروا مفاجآت برفقة الأطفال للأهالي.
نُثْري لغتنا
في الكتاب كنز لغويّ؛ فقد ذُكر في القصّة نصّ إرشاديّ يبيّن لنا تسلسل تحضير البسكويت. نطلب إلى الأطفال أن يَصِفوا لنا طريقة التحضير، مع استعمال المفردات والتسلسل والمباني اللغويّة المناسِبة (كالربط بين الجُمَل –على سبيل المثال). نتعرّف على نماذج لوصفات الطبخ أو الحلوى. نستثمر قراءتها لتطوير مهارات الوعي الصوتيّ ومعرفة الحروف. نتعرّف على خصائص الوصفات وما ينبغي أن تحتوي من معلومات.
نتعرّف على كتب لوصفات متنوّعة، ونختار مع الأطفال وصفةً لتحضيرها معًا. نشجّع الأطفال على شرح طريقة التحضير لزملائهم، لتطوير المعرفة الإجرائيّة والكفايات اللغويّة لديهم. قد نحضّر مع الأطفال كتابًا لوصفات محليّة نضيفه إلى مكتبة البستان. يمكن أن يحضّر الأطفال الراغبون وصفاتٍ أخرى مع الأهل ويشاركوا زملاءهم في وصفها وشرح خطوات تحضيرها، باستعمال الصّور أو الفيديو. ولا شكّ أنّ وجود حائط بادليت مشترك قد يسهّل على الأطفال مشاركة تجاربهم بشكل أوسع.
عبّرت الطفلة عن حبّها لوالدتها، فحاولت صنع البسكويت لها. نتيح لكلّ طفل اختيارَ طريقة تحضير بطاقة أو هديّة في مساحة الإنتاج. نقارن بين أنواع الهدايا، وما نحتاجه لتحضير كلّ منها. قد نرافق الأطفال في توثيق أمنياتهم وعباراتهم.
نُعِدّ يومًا مشترَكًا للأمّهات والأطفال في الروضة. نجهّز أنشطة تُغْني علاقة الأمّ بالطفل وتتيح التقارب والتواصل فنُعِدّ أيضًا إضاءات إرشاديّة للأمّهات تعزّز علاقتها بطفلها.
“البريد العائليّ” – برزت في القصّة علاقة الأمّ بطفلتها. يمكنكِ أن تطْلقي مشروعًا مميَّزًا يوثّق العلاقة بين الأهل والطفل، ويعزّز التعبير عن المشاعر على نحوٍ متبادَل بينهما. افتتاح بريد للبستان يتلقّى من خلاله الطفل رسائل من أهله يعبّرون بها عن حبّهم ويعزّزون طفلهم من خلالها بإمكانه أن يكون مشروعًا مميَّزًا قيّمًا.
في الكتاب:
لنتذكّر:
نقترح:
حفل الكلمات:
زركشة/ زركشات- قبّعات- مدُن/ قرى/ حارات- تنهيدة- طمّاع- خداع- حيلة- ذكاء- شقيّة…
الوعي الصّوتيّ:
الكفايات اللغوية والوعي الصرفيّ:
ماذا أيضًا:
عملًا ممتعًا.
أنوار الأنوار- مرشدة قطرية ومركّزة التربية اللغوية في رياض الأطفال العربيّة.
تنشأ علاقات الصّداقة بين الطّفل والآخرين مع تطوّره الاجتماعي؛ فالطفل حتى بداية سنته الثالثة يلعب في أغلب الأوقات بمفرده، وقد يراقب غيره من الأطفال دون مشاركتهم اللعب. في عمر الثالثة يزيد اهتمام الطّفل بأطفالٍ آخرين، ويتحوّل لعبه إلى “لعبٍ متوازٍ” شبه اجتماعيّ؛ بمعنى أنّه يلعب إلى جانب أطفال آخرين وقد يستخدم ذات الألعاب، لكنه قليل التّدخل فيهم والتّأثير على مجرى اللّعب.
مع تطوّر مهاراته الاجتماعيّة المختلفة، يصبح الطّفل أكثر مشاركةً مع الآخرين، وتظهر ميوله لبعض الأطفال الّذين يشاركونه اهتماماته، فتنشأ بوادر الصّداقة. من المهمّ الالتفات إلى أنّ معنى “الصّداقة” للأطفال يختلف عن معناها لنا نحن الكبار. ففي حين تعني الصّداقة لنا المشاركة، والتّفاهم، والعاطفة المتبادلة بين شخصين، وهي علاقة تنضج وتتطوّر مع الزّمن؛ يحمل الأطفال الصّغار مفهومًا “بدائيًّا” عن الصداقة. فالصّديق في نظرهم هو من يحبّهم، ويقضي معهم وقتًا طويلاً في اللّعب، وقد يشاركهم أغراضه الخاصّة. بمعنًى آخر، لصداقات الأطفال ترجماتٌ ملموسة وعمليّة، بخلاف الشعور بالثّقة والدعم الذي يميّز صداقات الكبار.
يختلف الأطفال- كما الكبار- في سرعة بناء الصّداقات مع أطفالٍ آخرين. يتعلّق الأمر بمستوى نضوج الطّفل العاطفي والاجتماعي، وبمدى مساندة المربّية والأهل للطّفل في بناء هذه الصّداقات. قد يختلف الأطفال عنّا- الكبار- في طرق بناء صداقاتهم، ومن الهامّ أن نكون حسّاسين لذلك، وأن نحترم طرقهم، ولا نفرض عليهم رؤيتنا؛ وفي ذات الوقت أن نوفّر فرصًا للقاءات ممتعة بين الأطفال تحفّز بناء الصّداقات، وندعمهم في اكتساب مهاراتٍ تسهّل بناء الصّداقات مثل مهارات التّعاون والحوار.
توفّر لك قصّة “التّمساح الصّغير يبحث عن صديق” مدخلاً ممتازًا للعمل على موضوع الصّداقة. نشاركك بعض الأفكار:
البريد الالكتروني: fanoos@hgf.org.il
الهاتف: 036478555
الواتساب: 0546872191
الفاكس: 036417580
مكتبة الفانوس – صندوق غرنسبون إسرائيل
شارع بتسلئيل 10 رمات غان 5252110
® جميع الحقوق محفوظة لصندوق غرنسبون في إسرائيل – شركة للمنفعة العامّة
الأهل والطواقم التربويّة الأعزّاء،
لمساعدة أطفالنا في تجاوز المرحلة العصيبة الراهنة، جمعنا لكم في صفحة "معكم في البيت" بعض الفعاليات الغنيّة وساعات القصّة لقضاء وقت نوعيّ معًا.
مكتبة الفانوس تأمل مثلكم أن تنتهي الأزمة بسرعة، ليعود كلّ الأطفال بأمان إلى مكانهم الطبيعي في الروضات والمدارس وفي ساحات اللعب.
للفعاليات المقترحة