حوارمعشاعرالأطفالفاضلعلي
09/01/2022
نورة صالحكيف بدأت مسيرتك الأدبية مع أدب الأطفال؟
بدأت مسيرتي الأدبية العامّة مع ديوان الشعر "عاشق الأرض والمطر"، عندما كنت عضوًا في لجنة الطّلّاب العرب في جامعة حيفا. بعد ولادة ابنتي أوان، وجدت حاجة ملحّة ونقصًا كبيرًا في كتابة نصوص شعريّة تضع الطّفل في المركز وتحترمه كإنسان وليس كإنسان صغير، مع التّركيز على حاجاته النّفسيّة والجسديّة وإتاحة الفرصة له للتّعبير عن مشاعره ورغباته أمام الكبار بشكل خاص. كما أردت تمكين الطفل من الدفاع عن نفسه وجسده من خلال تناول هذه المواضيع في أدب الأطفال.
لماذا اخترت الأسلوب الشّعري تحديدًا للأطفال؟
للقصّة عرشها الذّهبيّ، وعالمها المليء بالتّشويق والأحداث، ولكن الشّعر هو قمة التعبير الأدبي والبلاغة في الإيجاز. وفي الأدب العالمي يتحدّثون عن اللّغة "الاقتصاديّة " المختصرة والتي تتضمن المعاني البعيدة المحدّدة والمجازية. ولأنها أقصر من القصة حجمًا فهي مثابة حقنة عاطفية أو شحنة وجدانيّة عميقة المدى.
هل ترى أنّ الشّعر يصل إلى الأطفال بذات العمق والتأثير الذي يحدثه الأسلوب القصصي؟
لا أحب المقارنة بين الشعر والقصة، اذ لكلّ منهما خصوصيته المميزة، وهما ينتميان لعوالم مختلفة من حيث الشكل وطريقة التعامل والتركيبة. وللشّعر عندي مكانة خاصة، كونه آليّة قويّة وفعّالة وقصيرة مما يسهّل عمليّة حفظه غيبًا، ويمكن تلحينه وغناؤه، ولأنه يحتوي عادة على فكرة أو خاطرة واحدة، مما يسّهل على الطّفل تذويت رسالة الشّاعر.
خلال مرافقتك لرسّامي كتبك، هل ترى أنّ الرّسومات في الكتب الشعريّة أكثر تقييدًا وتحديدًا؟
تلعب الرسومات دورًا كبيرًا في تقديم وتوصيل النّصّ للأطفال، وعادة ما تعكس الحدث في القصة بشكل مباشر ودقيق، أي تكون بمثابة تصوير للحدث، بينما في الشّعر قد تكون الرسومات عاكسة لتداعيات الشعر وتترك للطّفل مجالا أوسع للتّفكير والتحليق. لم أتدخل مع الرّسامين الذين صمّموا كتبي وهذه كانت غلطة، في أحد الكتب وضع الرسّام رسومات تقليديّة للشخصية بدلاً من التّنويع والتجدد.
هل كان لعملك في العمل الاجتماعيّ تأثير على أسلوبك الكتابيّ؟
للخلفيّة المهنيّة أكبر تأثير على كتابتي، من حيث المراعاة في الكتابة عن حاجات الطّفل وعالمه.. وجعل الأدب وسيلة لتنشئة شخصيته. ولها أهمّيّة كبيرة في معرفة كلّ ما يتعلّق بمراحل نموّ الطّفل، وكيفيّة تعزيز هذا النّموّ، والإسهام في النّضوج العاطفي للطّفل. فقد صادفت في عملي حالات كثيرة تتميّز بسوء المعاملة والعنف على أشكاله، وانعدام التّواصل السّليم بين الكبار والأطفال والإهمال المتنوّع.
كيف تقيّم أدب الأطفال الحديث؟
يحتوي ادب الأطفال الحديث على مضامين وأساليب لم تكن مطروقة سابقًا، وهذا يثري جدًّا، فمثلًا موضوع الفكاهة، وتداعي الأفكار الحرّ، وعدم الالتزام فقط بالنّهاية السعيدة، وعدم تصوير العائلة كأنّها دفيئة
آمنة دائمًا، وموضوع الموت وغيره.. أنا مواكب لهذه التّغيّرات، لقد تطرقت لموضوع الموت مثلا في قصيدة " حين قالوا مات جدي"، وكذلك إلى موضوع عدم التّواصل في قصيدة: "أبي والجريدة" وغيرها...
كتب للشّاعر فاضل علي (أو ترجماته) صدرت ضمن مكتبة الفانوس: