خربوش لا يشبه الآخرين، ويشعر بالتّشوّش والحزن وعدم الانتماء؛ فيقرّر أن يخرج في رحلةٍ للبحث عن مكانٍ يتقبّلونه فيه. قصّة تساند الطّفل "المختلف" في رؤية قدراته وإمكاناته.
مواضيع الكتاب:
الاحترام والتقبّلالاختلافالعائلة والمجتمع
الفئة العمريّة: البستان
لا شكّ في أنّ خربوش مختلفٌ؛ فقد وُلد لأمٍّ بيضويّة الشّكل، ولأبٍ مستطيل، ويعيش في مجتمع أشكالٍ هندسيّة منتظمة! إنّ اختلافه بارزٌ، مُقلِقٌ لوالديه، ويثير استغراب- وحتّى رفض- رفاقه في البستان؛ ممّا يُحزن خربوش، ويُشعره بأنّه منبوذُ.
يبذل الوالدان ما بوسعهما لمساعدة ابنهما، فيعبّران عن حبّهما له، ويستشيران المختصّين دون جدوى، ممّا يزيد من شعور خربوش بالإحباط، فيقرّر أن يهرب من البيت. في لقائه مع الطّفل الصّغير الّذي يرى في الشّكل المخربش إمكاناتٍ لانهائيّة من الأشكال، يكتشف خربوش أنّه مميّز، وأنّه يستطيع أن يكون ما يريد.
في داخل كلّ منّا- نحن الكبار- خربوش ما، يُشعِرنا أحيانًا بأنّنا مشوّشون، وفاقدون للانتماء. كذا الأمر مع طفلنا، فقد يختلف في شكله، أو قدراته، أو سلوكه العاطفيّ والاجتماعيّ عن باقي الأطفال من حولنا. يبرز هذا الاختلاف حين يكون بصحبة الأطفال في البستان، خاصّة في بداية السّنة، عندما ينشغل في بناء علاقاته الاجتماعيّة مع الصّغار ومع الكبار في البستان.
من الطّبيعي جدًّا أن نقلق- نحن الأهل- ونحزن. ومن الطّبيعي والمهمّ أن نحاول مساعدة طفلنا بكلّ ما أوتينا من حبّ له. قد نحضنه، ونحميه، ونشجّعه، ونستعين بكل أصحاب الاختصاصات. ولكن، ما يهمسه لنا خربوش في هذه القصّة هو أن نتوقّف لحظةً، ونتأمّل ما يُحدثه هذا الاختلاف في نفس الطّفل، وفي نفوسنا كأهلٍ؛ ونتعامل معه. ربّما ساعدنا ذلك في أن نرى طفلنا مميّزًا، يحمل طاقاتٍ وقدراتٍ ليكون حقًّا ما يريد!