حوار بين الأمّ والطّفل يُحفّز عملًا إبداعيًّا: الأمّ تسمّي الأغراض وتذكر استخدامها في الواقع، فتمهّد للطّفل أن يراها على نحوٍ آخر في خياله، وتشاركه الاحتفاء بما أنتجه.
مواضيع الكتاب:
الإبداعالتخمين والاستنتاجالطفل وذاتهتنمية الخيال
الفئة العمريّة: الروضة
“أمّي، ماذا يفعل هذا؟” سؤال يردّده الأطفال في كلّ بيت. طفلنا ابن الثّالثة والرّابعة فضوليّ جدًّا ودائم التّساؤل، وهذه إحدى طرقه في التّعلّم عن العالم من حوله.
من خلال الحوار الّذي يبدو عاديًّا بين الطّفل والأمّ المنهمكة في أعمال المنزل، يكتسب الطّفل معلوماتٍ كثيرة؛ فهو يتعلّم أسماء الأغراض واستعمالاتها في الحياة اليوميّة. من هذه المعرفة الأساسيّة ينطلق خياله ليوظّف الأغراض في ابتكار سيّارة يلعب فيها مع أمّه.
هذا اللّعب المبتكر بالإغراض، يتيح للطّفل أن يطوّر خياله وقدراته على حلّ المشكلات والتّخطيط والتّعبير عن نفسه، ويتيح له أن يجرّب وأن يُخطئ، وأن يتواصل مع الآخرين، وأن يشعر بالنّجاح والفرح، وأن يراكم المعرفة ويعزّز وعيه لأهميّة إعادة التّدوير والحفاظ على البيئة.
يقدّم لنا الكتاب مشهدًا من الوساطة الجميلة الّتي يمكن أن نقوم بها- نحن الأهل- مع أطفالنا في مسار دعمنا لهم وهم يتعلّمون عن العالم من حولهم، وعن اهتماماتهم وقدراتهم. يرى الأطفال فينا مصدر المعرفة الأوّل، ويلحّون في السّؤال عمّا يجهلونه. إنّ توفير المعلومة الصّحيحة لهم، وتشجيعهم على التّفكير الإبداعيّ “خارج الصّندوق”، وتوفير موادّ متنوّعة لهم، يساهم في جعلهم أشخاصًا فضوليّين، مبدعين، ومتعلّمين من الحياة ولمدى الحياة.