يبادر لولو ومرجان إلى تحضير هدّية لأمّهما تعبيرًا عن حبّهما. يبحثان في الحديقة، ويفكّران، ويخطّطان إلى أن يجدا الهدّيتين المناسبتين.
يدعونا هذا الكتاب إلى الحوار مع طفلنا حول العلاقات في العائلة: بين الأهل والأولاد، وبين الإخوة أنفسهم، وإلى التّفكير مع طفلنا في الطّرق الّتي نعبّر فيها لبعضنا عن محبّتنا واهتمامنا، إن كان بالقول أو بالفعل، مثل تقديم الهديّة.
يحبّ الأطفال الصّغار تقديم الهدايا لمن يحبّونهم، فنراهم يهدوننا بفخرٍ رسمةً أو عقدًا من الخرز اجتهدوا في صنعه. إنّ احترام هدايا الأطفال، ولو كانت بسيطة للغاية مثل وردة لولو وقبلة مرجان، يعلّمهم أنّ قيمة الهديّة ليس في غلاء ثمنها بل في الحبّ والجهد الّذي نضعه في صنعها.
يمكن أن نتوقّف عن القراءة في الصّفحة الّتي يعلن فيها مرجان أنّه يريد اختيار هديّة لأمّه، ونسأل طفلنا: أيّ هديّة يمكن أن يختار مرجان؟
قد نرغب بأن نلعب معًا لعبة “ماذا يوجد في العلبة؟” يخبّئ أحد اللّاعبين أغراضًا في علبٍ، ويحاول اللّاعبون الآخرون معرفتها عن طريق طرح أسئلة، مثل: هل هي مصنوعة من خشب؟ هل يمكن أكلها، وغير ذلك.
ننظّم حملة توضيب ألعابٍ وأغراضٍ في غرفة طفلنا. أيّ علب أو صناديق أو أكياس تلائم أحجام الألعاب المختلفة؟
ندعو طفلنا إلى التّفكير بشخصٍ يحبّه. كيف يمكن أن يعبّر له عن شعوره تجاهه؟ ربّما بصنع هديّة بسيطة له، أو زيارته، أو مساعدته في أمرٍ ما.
يسهّل النّصّ الحواري للقصة مسرحَتَها. يمكن أن نتخيّل ماذا يفعل لولو ومرجان مع أمّهما بعد أن تتلقّى هديّتهما.
يمكن أن نزيّن علبة بسيطة بالملصقات أو بالورود وغيرها، ونفكّر بشخصٍ نرغب في أن نهديه العلبة المزّينة.
هل لدينا عدد من العلب الكرتونية يمكن أن نستغني عنها؟ نستخدم إبداعنا في العائلة لصنع أغراض مبتكَرة منها، مثل مسرح دمى وغيرها!
قبل القراءة الأولى، ادعي الأطفال إلى تأمّل الغلاف. أيّ حيوانين نرى؟ لماذا يريدان إعطاء هديّة لماما؟ ماذا يمكن أن تكون الهديّة؟
في القراءة الأولى، توقّفي عند ص 19، وشجّعي الأطفال على تخمين الهديّة الّتي يريد مرجان أن يعطيها لأمّه.
تحادثي مع الأطفال حول “هدايا” يوميّة يتلقّونها من الأهل ويعطونها لهم، مثل: القبلة، والضّمة، والمساعدة في أمر ما. هذه مناسبة للحديث عن معنى الهديّة وقيمتها المعنويّة.
يمكن أن تضعي أغراضًا في علبٍ وتلفّيها، وتشجّعي الأطفال على تخمين ما في داخل العلب عن طريق هزّها، وطرح أسئلة عن نوع الهدية، مثل: هل يمكن ان نأكلها؟ هل هي مصنوعة من خشب؟ وغيرها.
يمكن أن تحضري علبًا بأحجامٍ مختلفة، ومجموعة من الألعاب في الرّوضة. ادعي الأطفال إلى ملاءمة اللّعبة مع العلبة. هذه مناسبة لاختبار الأحجام، والتّناسب بينها.
لعبة “الجريدة” شائعة في احتفالات أعياد ميلاد الأطفال، ويتمتّعون بلعبها. لفّي هديّة صغيرة بورق جرائد مرّات عديدة حتّى يصبح حجمها كبيرًا. أجلسي الأطفال في حلقة، وأسمعيهم موسيقى مرحة بينما ينقلون “الهديّة” بينهم. حين تتوقّف الموسيقى، يمزّق مَن في يده الهديّة أوراقَ الجريدة بسرعة إلى أن تُسمع الموسيقى ثانية، وهكذا دواليك، إلى أن يكشف الفائز السّعيد عن الهدية المختبئة!
أعدّي زاوية “تحضير الهدايا” في الرّوضة. وفّري أوراقًا ملوّنة مختلفة الأحجام، وأشرطة، وملصقات، وشجّعي الطّفل على اختيار لعبة من الرّوضة ولفّها، وإعطائها لصديق/لصديقة يرغب باللّعب معه. راعي أن يقوم جميع الأطفال بالإهداء وبتلقّي الهدايا.
باقتراب عيد الأمّ في نهاية شهر آذار، أعيدي قراءة القصّة مع الأطفال تحضيرًا لإعداد هدايا صغيرة لأمّهاتهم.
نتعرّف على المفردات الجديدة ونوضّح معناها بالمحكيّة، ننتبه للأفعال الحركية (تتحرك/ تهتزّ) ونقترح أخرى مشابهة، نؤدّيها بأجسادنا أو بأعضاء مختلفة من الجسم (يدي تهتزّ/ رأسي يتحرّك). نضيف صوَر الأطفال في أداء الأفعال إلى بطاقاتٍ مع الكلمات المكتوبة ونضيفها إلى لوحة الكلمات (أو إلى قاموس الروضة).
نتعرّف إلى مفهوم القبلة والعناق ونصِف حركات جسمنا فيها، نتحدّث عن مفهومها ودورها في التعبير عن المشاعر ونوجّه الأطفال إلى حدود استعمالها والحفاظ على أجسادنا.
نتعرّف إلى صيَغ المقارنة (أكبر/ أصغر)، نلعب ألعابًا للمقارنة بين أغراض من حيث الحجم، اللون، الموادّ ومعايير أخرى.
نتعرّف إلى صيَغ التشبيه (ك/ مثل). نقترح تشبيهات لأشياء من حولنا (كبير مثل ماذا؟ ناعم مثل ماذا؟ صلب كماذا؟).
نتعرّف إلى كلمة حين وما يقابلها بالمحكية، قد نلعب ألعابًا مع الزمن والأحداث. (ننام حين يأتي الليل، نستيقظ حين…/ أمس لعب الأطفال، اليوم بيلعبوا وبكرا؟
تساهم هذه الأنشطة في تنمية المعرفة العامّة، وتنمية المهارات الحركية واللغوية ومهارات المقارنة والوصف إضافةً إلى إثراء القاموس اللغويّ للأطفال.
هيا نتحدّث:
نتحاور حول الهدايا ومعناها: لمن نرغب أن نقدّم هدية ومتى؟ أية هدية نحب أن نتلقى ولماذا؟ أهمية الهدية وقيمتها وأنواعها. نشدّد على القيمة المعنوية للهدايا وأهميتها في التعبير عن المحبة والتقدير والعطف والاهتمام.
نتحاور حول علاقة الأخوين لولو ومرجان، حول اللعب المشترك، التعاون والمساعدة بين الإخوة. نتيح للأطفال مشاركة خبراتهم الذاتيّة، وتُبرز المربية أهمية وقيمة التعاون والمشاركة والمساعدة بطريقةٍ إيجابية ومستحبّة.
نتحاور حول الأزهار وقطفها ونشدد على القيم البيئية والمحافظة على الطبيعة، وننبه الأطفال إلى النباتات المحمية.
نصف الرسومات بلُغتنا. ننتبه إلى الخلفية والشخصيات. نصف ما يفعل لولو ومرجان، ننبه الأطفال إلى الملامح والتعابير والحركات. نصف المكان المحيط بجمل واضحة ومترابطة.
تساهم هذه الحوارات في تنمية مهارات التواصل والتعبير اللغويّ والوصف، وتعزيز القيم الاجتماعيّة والبيئية الإيجابية.
الوعي الصرفيّ والكفايات اللغويّة:
ننبّه الأطفال إلى الضمائر ونوضح لهم معناها وما تمثل (لكنه، أخته، لها، عانقتهما). قد نلعب مع الضمائر (أخت أحمد- أخته/ سيارة ميسون- سيارتها، لعبة لولو ومرجان- لعبتهما، إلخ).
نتعرّف إلى معنى كلمة داخل وعكسها خارج، نلعب مع الظروف المكانية لعبة المخابئ: يخبئ أحد الأطفال غرضًا ويوجّه زميله لمكانه من خلال الوصف الكلامي (فوق طاولة، تحت كرسيّ، داخل حقيبة). قد نلعب لعبة خريطة الكنز بحيث تعدّ من الأطفال خريطةً مع المربية وتحاول مجموعة أخرى الوصول إلى الكنز من خلالها.
لتطوير مهارات الوصف والمقارنة، نلعب على نمط “مرحبا يا جلالة الملك”، لعبةً عن الهدايا والصداقة، بحيث يتقدم أحد الأطفال من صديقه، ويقول: مرحبا يا صديقي العزيز، أحبّ أن أقدم لك هدية، فيقول الصديق: شكرًا صديقي العزيز، وما هي الهدية؟ يحزره المُهدي عن الهدية من خلال ذكر أوصافها. من المهمّ أن تساعد المربية الأطفال في الوصف من خلال طرح أسئلة ملائمة (ما نوعه؟ ما لونه؟ ما حجمه؟ كيف يبدو؟ وغيرها).
لتطوير الوعي للعلاقات السببية والتعبير عنها نحضّر صورًا من القصة ويرتبها الأطفال وفق تسلسل الأحداث. نحرص أن يوضح الطفل العلاقات السببية منن خلال وصفه. يمكن أيضًا أن نلعبها بشكل ألعاب ذاكرة أو ترتيب قصة.
تساهم هذه الأنشطة في تنمية المهارات الوصفية، المهارات الإدراكية، اللغوية، والوعي المكانيّ.
بدايات القراءة والكتابة:
لتعزيز التعبير الشخصيّ: ماذا لو أعدّ كل طفل بطاقةً ليهديَها لمن يحبّ؟ هي فرصة لإجراء حوارات قَبليّة حول الهدايا والشخص الذي نحبّ أن نهديَه ولماذا؟ وما نرغب في التعبير عنه عبر الهدية، ثمّ يختار كل طفلٍ المواد التي يرغب بالعمل معها وطريقة تحضير البطاقة، وهي فرصة لمحاولات بداية القراءة والكتابة. لننتبه أن طفل الروضة قد يكون في مرحلة الكتابة التمثيليلة أو الصوتية أو حتى الخربشات، ومن المهمّ تشجيعه حيثما هو، كما من المهمّ أن ترافقه المربية بكتابة ما يرغب أن يقول.
ماذا أيضًا؟
لتنمية التفكير الإبداعيّ نتيح لكلّ طفل أن يختار هديةً لأمه ويعدّها، نفكر معًا بالموادّ اللازمة، طريقة التحضير، نكتب كلمة ماما، وقد نتدرّب على قصيدة أو أغنية للأمّ أيضًا.
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة القطرية للتربية اللغوية في رياض الأطفال العربية.