تتعقّب زينة الأصوات في محيطها القريب، والأصوات الصّادرة عن جسمها بواسطة سمّاعة أمّها الطّبّية. كتابٌ يشجّع الطّفل على الإصغاء لما حوله، ويُثري قاموسه اللّغوي الصّوتي.
منذُ وجودِه في رحِمِ ٱلأمِّ، يسمعُ ٱلطّفلُ أصواتًا مختلفةً: صوتَ ٱلأمِّ وصوتَ دقّاتِ قلبِها، وأصواتَ أشخاصٍ قريبينَ، ونغماتِ موسيقى عاليةً، يمكنُ للطّفلِ أنْ يميّزَها بعدَ ولادتِه إذا تكرّرَ سماعُه لها.
ثمّ يُولدُ ٱلطّفلُ إلى عالمٍ يعِجُّ، بلا توقّفٍ، بأصواتٍ مثلِ: صوتِ ٱلبشرِ، وصوتِ ٱلآلاتِ ٱلموجودةِ في ٱلمنزلِ، وصوتِ ٱلطّبيعةِ وكائناتِها.
تختلفُ ٱلأصواتُ ٱلّتي يسمعُها ٱلطّفلُ في نوعِها، ودرجتِها، وإيقاعِها، وحِدّتِها، ووتيرتِها. إنّ أذْنَيْهِ ٱلصّغيرتَيْن تلتقطانِ هذه ٱلأصواتَ من حولِه باهتمامٍ أكثرَ من آذانِنا – نحن ٱلكبارَ – ٱلتي اعتادتْ أن تُنَخِّلَ ٱلأصواتِ، فلم تعُدْ تنتبهُ حتّى لوجودِها.
وتعتمدُ ٱلقدرةُ على ٱلإصغاءِ للصّوتِ وتمييزِه على ٱلوعيِ بوجودِه، وهنا يأتي دورُنا كأهلٍ في لفتِ انتباهِ أطفالنا إلى ٱلأصواتِ ٱلّتي تحيطُهم، مثلِ صوتِ ٱلعصفورِ، أو صوتِ ٱلشّاحنةِ ٱلمارّةِ في ٱلشّارعِ، أو صوتِ ٱلماءِ في حنفيّةِ ٱلمنزلِ، إضافةً إِلى كَشْفِهم على أنواع مختلفةٍ من ٱلإيقاعاتِ، وٱلموسيقى، وٱلآلاتِ ٱلموسيقيّةِ. إنّ ٱلقدرةَ على ٱلإصغاءِ للأصواتِ وتمييزِها منذُ عمر مبكّر مهمّةٌ جدًّا في تعلّمِ ٱللّغةِ.
في ٱلقراءةِ ٱلأولى يُمكنُ أنْ نتوقّفَ عندَ آخرِ صفحةِ (16) ونشجّع الطّفل على تخمين مصدر الصّوت.
نقوم بجولةٍ في ٱلمنزلِ، ونُصغي للأصواتِ ٱلصّادرةِ عنْ كلِّ غرفةٍ، ونحاولُ أنْ نعرّفَ ٱلصّوتَ: هل هو خرخشةٌ، أم تكتكةٌ، أم طنينٌ، مثلًا؟ نُصغي في الخارِجِ للأصواتِ: بماذا تختلفُ أصواتُ ٱلخارجِ عن ٱلدّاخلِ؟
نبحثُ في ٱلبيتِ عن أغراضٍ يمكنُ أن نصدرَ بواسطتِها أصواتًا مختلفةً: مثلِ أدواتِ ٱلمطبخِ، وأكياسِ ٱلنّايلونِ وٱلجرائدِ، وغيرِها. نجرّبُ أن نُصدرَ أصواتًا بٱلغرضِ ذاتِه: هل يختلفُ، مثلًا، صوتُ ٱلطّنجرةِ إذا قرعنا عليها بمِلعقةِ ٱلخشبِ أو بٱلمِلعقةِ ٱلمعدِنيّةِ؟ وإذا كانت مليئةً بأغراضٍ أو كانت فارغةً؟
قد نبحثُ معَ ٱلطّفلِ عن أغراضٍ أخرى في بيئتِنا ٱلقريبةِ تُكملُ أغنيةَ زينة، مثلِ: تِنْ تِنْ تِنْ/ …عم بترنّ. قد نضيفُ أصواتًا جديدةً تلائمُ ٱلأغراضَ ٱلّتي نجدُها، ونشكّل جوقة كجوقة زينة!
تُصغي زينة إلى أصوات الصّباح القادمة من شبّاكها. نُصغي نحن بهدوءٍ إلى الأصوات القادمة إلينا من خارج الرّوضة، ونحاول أن نخمّن مصدرها وأن نصفها: هل هي أصوات رفيعة، طويلة، متقطّعة؟ أيّ أصواتٍ نسمعها يوميًّا من شباك غرفة نومنا؟
تسمع زينة صوت أمعائها الجائعة تكركر مثل الدّجاجة. أيّ أصواتٍ نسمعها أيضًا صادرة عن جسمنا (مثل الشّخير)؟ ماذا تشبه؟ أيّ أصواتٍ يمكننا أن نصدرها باستعمال أعضاء جسدنا مثل الصّفير، والتّصفيق، والخبط بالأرجل، وغيرها؟
نتتبّع ونصف ما يفعله أرنوب زينة في كلّ صفحة.
نتتبّع تعابير وجه زينة في كلّ صفحة وما تدلّنا عليه من مشاعرها.
نلعب لعبة “أنا أصدر صوتًا”: يتجوّل الأطفال في الرّوضة ويختار كلّ واحدٍ إصدار صوتٍ معيّن باستخدام الأدوات والألعاب، مثل المكعّبات الخشبيّة وغيرها. نتحادث عن الفرق في الصّوت إذا ما دققنا مكعّبين من خشب ببعضهما، أو من بلاستيك، أو من قماش.
نتعرّف على سمّاعة الطّبيب، ونستعين بها لسماع دقّات قلوبنا وأصواتٍ خلف الحائط.
نصنع أدواتٍ موسيقيّة من أوعية بلاستيكيّة أو كرتونيّة: عدّة مغّيطات حول علبة اللّبن الفارغة تعطينا آلة وترية بسيطة، وحفنة من الحمّص/الفول/ الرّز/ الخرز في أسطوانة كرتونيّة مغلفة تعطينا خرخيشة. قد نرغب بالاطّلاع على أفكارٍ أخرى في هذا الموقع: http://bit.ly/musitec.
من الممتع أن نختبر بالأدوات الموسيقيّة المرتجلة أو الموجودة في الرّوضة إصدار نغماتٍ بأنماطٍ مختلفة: نغمة طويلة، قصيرة، عالية منخفضة، متواصلة، متقطّعة….
نتمتّع مع الأطفال بسماع مقطوعاتٍ موسيقيّة قصيرة، ونتعرّف على الأدوات الموسيقيّة المستخدمة في عزفها.
مع بداية العام الدراسيّ، نهنئكِ، ونذكّركِ بأهمية استثمار القصة لمتعة الأطفال وتشويقهم ودعم تأقلمهم في البستان، دون الإثقال عليهم بتعليم مباشر. نقدّم لك اقتراحاتٍ للعمل بما يتوافق مع هذه المرحلة من السنة الدراسية.
في المنهج:
أطفال 5-6 سنوات: يعملون على تقطيع الكلمات إلى وحداتٍ صوتيّة/ يشرحون المشترك بين الكلمات المنتهية بنفس الفونيمة/ يتعرّفون على كلمات متكررة في كتاب/ يوسعون قاموسهم اللغويّ/ يتمكّنون من استعمال الأسماء والأفعال والضمائر بصيغتها الصحيحة.
نتعرّف على الكلمات ونشرح معانيها وسياق استعمالها. (مثلًا: دُهشت/ نشرحها، ما الذي يدهشنا؟ كيف نعبر عن الدهشة؟). نتعرّف على المفردات التي تدلّ على أصواتٍ ونميّز بينها. نبحث عن مواقف نستعمل فيها الكلمات، نبحث عن صور ملائمة، ونضيف الكلمة مكتوبةً مع الصورة. نميّز بين المفردات ومرادفاتها وعكسها (صغير- كبير/ عالي- واطي/ منخفض). نؤدي بأجسادنا حركاتٍ تدلّ عليها.
نتعرّف على كلمة “صدى”، متى نسمع الصدى وكيف؟ نتحدث في غرفةٍ مغلقة (ملجأ فارغ مثلًا)، نصدر أصواتًا من خلال اسطواناتٍ. نبحث عن إمكانيات أخرى في ألعاب الساحة تصدر صدى.
توفر الأنشطة الموسيقية فرصةً لتنمية الإصغاء لدى الأطفال من خلال المتعة. نتوزّع في مجموعتين، وكل مجموعة تؤدي صوتًا أو مقطعًا موسيقيًّا. نؤدي أصواتًا عالية ومنخفضة وفق إشارة من المربية. نبحث عن أغراض في البستان ونصغي إليها ونحاول إيجاد تسمية لصوتها (رنين/ نقر/ ضرب…).
الكفايات اللغوية:
نتحاور حول الأصوات المختلفة: زقزقة العصافير، صفير السيارات، أية أصواتٍ أخرى نعرف؟ حفيف الشجر، مواء القطط، نباح الكلاب، خرخشة، تكتكة؟ نتحدث حول الأصوات وما يعجبنا منها، كيف نشعر حين نسمع صوتًا ما؟ نتحدث عن مواقف وتجارب شخصية. نتحدث عن الأصوات الموسيقية: عزف، نقر، رنين، غناء. بماذا تذكّرنا؟
نميّز بين اللغة المحكية والمعيارية في النصّ. نجهّز مساحتين في البستان، واحدة للمحكية وأخرى للمعيارية، تقرأ المربية جملةً من النصّ ويتنقل الأطفال إلى المساحة الملائمة. كيف يمكن أن نعبر بالطريقة الأخرى عن نفس المعنى؟ قد نكتفي بكلمات بدل جمل كي نسهل على الأطفال.
الوعي الصوتيّ وبدايات القراءة:
في القراءة ننتبه إلى الكلمات المسجوعة، نتوقف عندها، نقسم الكلمات إلى مقاطع أو وحدات صوتية وننتبه إلى المشترك فيها. نوضح للأطفال معنى السجع وتشابه المقطع أو الصوت الأخير. نحاول إيجاد كلماتٍ أخرى مسجوعة.
نلعب لعبة “السلّة السحرية”، بحيث نجمع أغراضًا في سلّةٍ، يختار الطفل غرضًا ويسمّيه، ويحاول الأطفال إيجاد غرضٍ آخر يمثّل سجعًا معه. (مثلًا: تفاح- فلّاح/ كتاب/-باب/ جوز- لوز).
في المجموعات الصغيرة، نحاول تمييز الكلمات التي تدلّ على السجع والتعرّف على الحروف المشتركة. هي فرصة لتطوير الملاءمة بين شكل الحرف واسمه وصوته.
الوعي الصرفيّ:
ماذا لو حضّرنا مسرحًا وأدى طفلٌ الأفعال المذكورة في النصّ؟ نصِف الأفعال بصيغة المؤنث والمذكر.
“أذنيها، والديها” صيَغ للمثنى. متى نستعملها؟ يمكن إجراء لعبة الحلقات، نوزع في كل حلقة غرضًا أو غرضين (أقلام، قطع ليجو، أوراق، دببة). تذكر المربية كلمة بالمفرد أو المثنى ويقفز الطفل إلى الحلقة التي تلائمها (اقفز حيث يوجد قلمان). قد نكتفي بتمييز وفهم معنى الكلمة، لكن إذا لاحظت المربية تمكّن الأطفال، تطلب من الطفل توجيه زميله وتسمية محتويات الحلقات.
الإقبال على الكتاب:
نصوّر الأطفال أثناء أدائهم لمشاهد القصة، ونعدّ كتيّبًا من صورهم يضاف إلى ركن المكتبة في البستان. أو نعدّ كتيّبًا لأنواع الآلات الموسيقية المتنوعة مع صورها وأسمائها.
ماذا أيضًا؟
نشاهد معًا فيديوهات لجوقاتٍ موسيقية. نتحدث عن الحفلات الموسيقية، البرامج الغنائية، نشكّل جوقةً مع الآلات المتوفرة أو التي نحضّرها، نستمع إلى مقطوعات موسيقية ونؤدي معها حركاتٍ ملائمة.
نحضّر آلاتٍ موسيقيّةً من استحداث موادّ متنوّعة في البستان، هي فرصةٌ للتعرف على أسماء الموادّ، أشكالها، صفاتها، أحجامها، وتمييز أصواتها. (مثلًا: قنينة بلاستيك بيضاء صغيرة). قد نهيّئ ركنًا موسيقيًّا وفق اقتراحات الأطفال.
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة المركّزة للتربية اللغوية في رياض الأطفال العربية.